زين العابدين بن علي.. أفول مسيرة حافلة على رأس السلطة

الدار/ خاص

في أكتوبر 2009، فاز زين العابدين بن علي، البالغ من العمر 73 عاما آنذاك، بولاية رئاسية جديدة بعد 22 عاما من الحكم، يفترض أن تكون ولاية أخيرة، كون التعديل الدستوري، الذي عرفته تونس سنة 2002، الذي سمح بالولايات المتتالية حدد سن الرئيس في 75 عاما كحد أقصى لدى بداية ولايته… لكن عيد المحللين السياسيين كانوا يتكهنون بإجراء تعديل دستوري ليخلد الرئيس في الحكم، قبل أن تأتي حركة يائسة لشاب مقهور يائس على الأخضر واليابس، وفي المقدمة الرئيس الذي غادر البلاد للاستقرار في السعودية…

من مواليد سبتمبر سنة 1936، في مدينة حمام سوسة (110 كيلومترات جنوبي العاصمة تونس). تلقى تعليمه في مدرسة سان سير في فرنسا، والمدرسة العليا للأمن والاستخبارات في الولايات المتحدة الأميركية. عمل بعدها ضابطا، ثم أنشأ سنة 1964 إدارة عسكرية أمنية وقادها لمدة10 سنوات…

في العام 1974 عُين ملحقا عسكريا في المغرب وإسبانيا.

وفي 1979، عُين مديرا للأمن العام.

وبين 1980 إلى 1984، عُين سفيرا لتونس في بولندا.

وفي 1984، مع انتفاضة الخبز (بتزامن مع انتفاضة 1984 في المغرب) في عهد بورقيبة، اقتضت الترتيبات عودته ليتولى منصب وزير الأمن بين 1984 إلى 1986…

وفي 1986، سيتولى أيضا مسؤولية وزير الداخلية…

وفي 1987 سيرتقي إلى وزير أول، ويعد العدة لمحطة سابع نوفمبر، حيث سيتولى مقاليد الحكم، بعدما أعلن أطباء أن الرئيس الحبيب بورقيبة (مؤسس تونس الحديثة) أصبح عاجزا عن أداء مهماته كرئيس للبلاد بسبب "طول شيخوخته".

ثم جرى انتخابه رئيسا سنة 1989، ثم أعيد انتخابه لمدة خمس سنوات سنة 1994 دون منافسين. وفي سنة 1999 انتخب من جديد بنسبة 99.4 في المائة من الأصوات بالرغم من دخول منافسين له في السباق. وفي 2002 سمح استفتاء دستوري له بتمديد حكمه نظريا إلى العام 2014. وفي العام 2004، فاز مجددا بالانتخابات بنسبة 94.4 في المائة، ثم فاز في انتخابات 2009…

وعقب انتخابه في 2009، للمرة الخامسة على التوالي، بدأت العديد من خططه التنموية تتداعى للفشل، وتضاعفت أعداب الشباب العاطلين عن العمل، وبدأت تتدهو الأوضاع المعيشية للفئات الشعبية، وارتفعت نسبة الفقر، وزادها القهر ظلاما حتى أحرق البوعزيزي نفسه فاشتعلت تونس، واشتعل ما سمي الربيع العربي، الذي ركبت عليه تيارات إسلامية إخوانية…