المواطن

خالد أكدي .. باحث مغربي يسعى إلى مكافحة الأمراض عبر الزراعة

يسعى خالد أكدي الحاصل على دكتوراه الدولة في العلوم البيولوجية والشغوف بعالم المختبرات والأنابيب والتحليلات المخبرية طوال مساره المهني إلى إبراز فوائد الكائنات الحيوية الدقيقة وأهميتها في الحصول على منتجات زراعية تحترم البيئة وصحة الإنسان.
ويرأس هذا الباحث المغربي الذي ازداد بمدينة الشاون عام 1970 منذ ما يقرب من 20 سنة قسم الأبحاث والتنمية في إحدى المقاولات الأندلسية المتخصصة في تطوير الحلول التكنولوجية الحيوية والصديقة للبيئية في المجال الإيكولوجي لفائدة بعض السلاسل الفلاحية والمنتجات الزراعية .
لقد عبر خالد أكدي عام 1993 مضيق جبل طارق نحو مدينة إشبيلية بجهة الأندلس بعد حصوله شهادة الإجازة في تخصص علوم الأحياء الحيوانية ( بيولوجيا ) من جامعة عبد المالك السعدي ليستقر في العاصمة الأندلسية ويواصل تعليمه العالي بجامعتها ليحصل على شهادة الدكتوراه .
يقول خالد أكدي: لقد وقع اختياري على مدينة إشبيلية بسبب القرب الجغرافي والثقافي مع المغرب ووقعت في حب هذه المدينة التي لم أشعر فيها بأي بعد أو اغتراب عن الفضاءات التي قدمت منها ولم أكن الوحيد وإنما كنا نشكل مجموعة من الطلبة في ذلك الوقت الذين سعينا إلى أن نكون قريبين من البلد الذي نحمله في قلوبنا " .
وبعد الدراسة والتحصيل تمكن الطالب أكدي من الحصول على شهادة الدكتوراه في تخصصه لينضم عام 1999 إلى الشركة التي سيكلف فيها بمهمة إنشاء قسم للبحث والتنمية " وكانت هذه هي الخطوة الأولى في هذه المغامرة التي انطلقنا فيها روحا وجسدا في عملية ضبط وتحديد الكائنات الحيوية الدقيقة وإيجاد الحلول التكنلوجية الصديقة للبيئة واستغلالها في الميدان الزراعي ".
ويشتغل الآن في القسم الذي يشرف عليه خالد أكدي حوالي 15 من الباحثين المتخصصين في مختلف المجالات المرتبطة بعلوم الأحياء من بينهم باحثة مغربية من مجموع 50 مستخدما بقسم البحث والتنمية الذي أصبح بعد سنوات عديدة القوة الدافعة والمركز المحوري لهذه المقاولة الرائدة والمعترف بها دوليا .
وقد قام القسم الذي يشرف عليه أكدي بتسجيل براءة الاختراع لأربعة مشاريع في مجال الابتكار العلمي كما أن هذا الباحث المغربي يفتخر بإشرافه على أحد أهم موقع إنتاج في إسبانيا ورائد على المستوى الأوربي في مجال إنتاج البدائل للمنتجات السامة والملوثات وغيرها .
وبفضل تجربته التي راكمها كباحث في العلوم الدقيقة في مجال الزراعات العضوية الخالية من المواد والمكملات الكيماوية تمكنت الشركة التي يشتغل بها من فرض نفسها في العديد من الدول التي تقبل على منتجاتها خاصة بأمريكا اللاتينية .
ويوصي الباحث أكدي بضرورة اعتماد هذه الأساليب والتقنيات في المغرب خاصة وأن المملكة تتوفر برأيه على التنوع البيولوجي الذي لا يوجد في أي مكان آخر " خاصة وأن بيئتها مكونة من ألف مليون كائن من الأحياء الدقيقة بالإضافة إلى ذلك هناك أحد مراكز الأبحاث المهمة في هذا المجال وهو معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط " .
فالمغرب بالنسبة لهذا الباحث المهووس والمتحمس في ميدان العلوم البيولوجية بإمكانه أن يصبح قوة زراعية كبرى " وبإمكان المملكة أن تصبح رائدة في مجال الزراعات العضوية وبالتالي يجب الاعتماد على البحث العلمي ومواكبته بالدعم المادي من أجل تشجيع البحث العلمي والاستفادة من النتائج التي يفضي إليها .
يقول " من خلال حلول التكنولوجيا الحيوية الفعالة وذات المردودية والاعتماد على الوسائل والمواد المتوفرة مثل الأسمدة يمكن للمغرب أن يخلق ثروة في القطاع الفلاحي ويحوله إلى نشاط عصري ومربح يقدم منتجات ذات جودة عالية " .
ويعتبر الباحث المغربي أن ما يحفز أكثر على البحث العلمي هو الواقع المر الذي يبرز بشكل خاص في الأضرار الصحية الناجمة عن أمراض السرطان وغيره من الآفات حيث كان العلم يعتقد في السابق أنها وراثية قبل أن يتبين عن طريق البحث العلمي والتجارب أن العادات الغذائية وأسلوب الحياة التي نعيشها هي العوامل الرئيسية المسببة لهذه الأمراض " وهو ما شكل لي دافعا حيويا من أجل الاستمرار في البحث ومحاولة اكتشاف الأسرار الكامنة في الطبيعة والمواد العضوية وبالتالي المساهمة في مجهود التخلص نهائيا من المنتجات الصناعية التي لا تخفى أضرارها على صحة الإنسان " .

المصدر: الدار- و م ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى