ندوة أكاديمية بمرتيل تسلط الضوء على “درس الشعر في المغرب”
شكل موضوع "درس الشعر في المغرب"، محور ندوة أكاديمية نظمتها اليوم الأربعاء دار الشعر بتطوان بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بمشاركة كل من الأساتذة أحمد الطريسي أعراب وعبد الجليل ناظم وأحمد هاشم الريسوني.
وأجمع النقاد المشاركون في هذه الندوة على أن القصيدة المغربية "لها أكثر من موقع وخضعت لأكثر من تأثير، سواء من قبل رياح الأدب الآتية من المشرق أو تلك التي تهب من الغرب، حديثا أو قديما"، مبرزين في هذا السياق أن "المؤثرات الأندلسية كانت لها أيضا روابط ثقافية عميقة مع الضفة المغربية".
وفي هذا الإطار، تمت الإشارة إلى مرحلة مضيئة من تاريخ المغرب، وذلك عندما كتب عبد الله كنون مؤلفه الموسوم بـ "النبوغ" حول الثقافة المغربية الحديثة متطرقا فيه إلى بعد الانتماء والهوية الثقافية.
وذكر الأكاديميون المشاركون في الندوة العلمية أن الشعر في كتاب "النبوغ" كان له السبق، مما دفع بالمقيم العام في عهد الحماية الفرنسية، بتوقيف الكتاب وبمعاقبة وسجن كل من يقرأه، لكون الكاتب يخوض مؤلفه في "عمق الانتماء والهوية، التي يتصدرها الشعر".
كما وقف المشاركون عند التطور الذي حصل في الدرس الشعري المغربي منذ ستينيات القرن الماضي عند رواد القصيدة المغربية مستعرضين "أنواع التجارب الشعرية المعاصرة، التي تتمثل في الشعر الحر، وقصيدة النثر، والنص الشعري المفتوح".
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، عبد العزيز ميمط، أن الانفتاح على مؤسسة دار الشعر بتطوان التي تعنى بالشعر والشعراء، "يأتي في إطار التعاون المتبادل من أجل تنظيم ندوات علمية تستشرف مستقبل الثقافة المغربية، وتسلط الضوء على جوانب متعددة في الأدب والإصدارات الثقافية الصادرة حديثا في الأدب والشعر".
وأضاف السيد عبد العزيز ميمط أن الموسم الجامعي تميز بعقد شراكة مع دار الشعر بتطوان، التي ستشرف على "حصة تطبيقية حول الشعر"،عبر تدريس "إيقاع الشعر العربي" و"الصورة الشعرية" بمسلك اللغات بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل.
من جانبه أبرز، مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن دار الشعر تنتقل إلى محطة جديدة وأساسية تلج فيها إلى المؤسسة الجامعية في المغرب، كما تنفتح على الدرس الجامعي والشعري من خلال ندوة درس الشعر في المغرب.
وأضاف السيد الصغير أن انفتاح دار الشعر بتطوان على الجامعة المغربية "محاولة للإسهام في الرقي بالدرس الشعري بالمغرب، انطلاقا من القوانين المنظمة للمؤسسات الجامعية بالمغرب والتي تتيح لها إمكانية الانفتاح على مؤسسات ثقافية ومدنية أخرى للإسهام بالنهوض بالتعليم الجامعي بشكل عام.