فن وثقافة

احتفاء بالششتري في افتتاح مهرجان فاس للثقافة الصوفية

افتتح العرض الإبداعي "الششتري، أمير الشعر الغنائي" مساء أمس السبت، بمنتزه جنان السبيل، فعاليات الدورة ال 12 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية.

وحمل العرض الذي شاركت في أدائه ثلاث أصوات متميزة تنحدر من التقاليد الإبراهيمية، هي فرانسواز أطلان من فرنسا ومروان حجي من المغرب وكورو بينيانا من اسبانيا، جمهور المهرجان على أجنحة حلم استعادة تراث الأندلس كأرض للتسامح والتعايش، وحيث كانت الثقافة الصوفية فنا حقيقيا للعيش.

وجسد العرض الذي أداره الفنان مصطفى عمري، عمق فكر الششتري، الصوفي الأندلسي الذي مد الجسور بين الثقافات.

وباقتدار كبير، قدمت الفرقة متعددة الجنسيات والآفاق، أجمل القطع التي خلدها إرث الشاعر الصوفي أبي الحسن الششتري، والحاملة لقيم المحبة والتسامح والعيش المشترك، فحملت الجمهور المتفاعل في رحلة أسطورية إلى أجواء الأندلس المسلمة للقرن ال 13.

فعلى مدى ساعتين، انبثقت نصوص الششتري حية على إيقاع موسيقى راقية، ومؤداة بالعربية والاسبانية لتصنع لحظات انتشاء روحي لدى عشاق الفن الصوفي الأصيل.

وقال رئيس المهرجان فوزي الصقلي، إن هذه الدورة اختارت الجمع بين مفاهيم الإنسية والروحية، في استعادة لجدل قديم في الغرب والشرق على السواء بين العقل والايمان، الدين والسياسة. وأضاف أن الثقافة الصوفية يمكن أن تقدم إسهامها، على غرار تعبيرات روحية أخرى، في بناء حضارة جديدة ممكنة.

يذكر أن المهرجان يتطلع إلى ترسيخ تموقع المغرب في الحوار الثقافي عبر مد الجسور بين الشرق والغرب، ومساءلة دور الصوفية في عالم اليوم والتعريف بالثراء الفني الذي ألهمته الصوفية من خلال الرسم والحروفية والغناء والموسيقى والسينما، بحضور فنانين ومفكرين معاصرين. ويشكل المهرجان، حسب المنظمين، فضاء للتعبير بالنسبة للفنانين المغاربة والأجانب الذين انخرطوا في مسار روحي بما يغني الإبداع الفني والفكري ويتيح استكشاف مشاريع ثقافية واجتماعية جديدة تصب في الحوار الثقافي، الانساني والحضاري.

ويعرف المهرجان تنظيم مجموعة من أمسيات السماع لمختلف الطرق، وموائد مستديرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى