طلحة جبريل يكتب ل”الدار” عن خطرفة
طلحة جبريل
سئلت من إذاعة خاصة عن رأيي بشأن ما يحدث في لبنان والعراق. كان جوابي أن تكون على بعد آلاف الكيلومترات عن بلد ما ثم تشرع في تحليل أحداثه ، هذه أطلق عليها "الخطرفة".
زرت لبنان مرتين ، الأولى عندما كنت رئيساً لتحرير إحدى الصحف، وبهذه الصفة رافقت عبدالرحمن اليوسفي وكان وقتها وزيراً أول . ثم المرة الثانية كانت في أواخر عام 1999 .
أما العراق فقد زرته مرة واحدة في آواخر الثمانينات.
في ظني الاعتماد على معلومات لها قرابة ثلاثة عقود في حالة العراق أو عقدين في حالة لبنان ، أكثر من خطرفة.
في البلدين هناك مشكلة تسمى" الطائفية"، في هذا الصدد كنت قرأت كتاباً بعنوان " وزن حبة الخردل" كتبته صحافية أميركية هي"يندل ستيفنسون".قيمة الكتاب أن كاتبته عادت الى سنوات طويلة ما قبل غزو العراق، لسبر أغوار مشاعر دفينة لبعض الرجال الذين عملوا الى جانب صدام حسين، وركزت على تأثير الطائفية المتكتم عليها آنذاك، في حين قفزت المشاعر الطائفية الآن بكيفية واضحة.
حاولت "يندل ستيفنسون" بتوجه موضوعي الى حد ما ، مقارنة سنوات ما قبل الغزو مع السنوات التي تلته وسجلت بوضوح ان سنوات ما بعد الغزو كانت قاسية وجرى سفك دماء في جميع أنحاء البلاد وهو وضع تضرر منه كل العراقيون وليس فقط النخب السياسية والعسكرية، بل أن الغزو الأميركي أيقظ مشاعر الكراهية الطائفية".