العراق: 35 قتيلا من المتظاهرين والصدر يعتبر أن نهاية البلاد قادمة إن لم تستقل الحكومة
قتل 35 شخصا من المتظاهرين في مدن جنوب العراق الخميس، بعد أن ازدادت حدت مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية إثر إحراق القنصلية الإيرانية في النجف مساء الأربعاء من قبل المحتجين. واستنكر مقتدى الصدر عمليات القتل داعيا الحكومة على الاستقالة وإلا ستبدأ نهاية العراق. وفي وقت سابق، عقد قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني عدة اجتماعات في بغداد والنجف لإقناع الفصائل السياسية برص الصفوف ودعم حكومة الحالية.
شهدت مدن في جنوب العراق مواجهات دموية بين المحتجين وقوات الأمن العراقية سقط خلالها 35 قتيلا بين المتظاهرين الذين شيعوا جثامين الضحايا متحدين حظر التجوال الذي فرضته السلطات. وأعلنت السلطات المحلية في مدينة الناصرية الحداد ثلاثة أيام.
يأتي ذلك غداة قيام متظاهرين بإضرام النار في القنصلية الإيرانية في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.
أما في تسلسل الأحداث، فقد بدأ إطلاق النار منذ الصباح الباكر في الناصرية وأدى إلى مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح بحسب مصادر طبية، عند محاولة القوات الأمنية تفريق التظاهرات.
فيما قتل عشرة متظاهرين بنيران القوات الأمنية خلال اشتباكات وقعت في وقت لاحق الخميس قرب القنصلية الإيرانية التي أضرمت فيها النيران الأربعاء.
وأصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بيانا أدان فيه عمليات القتل وقال "أنصح الحكومة بالاستقالة وإن لم تفعل فهذه بداية نهاية العراق".
واتهمت منظمة العفو الدولية القوات العراقية باستخدام العنف المفرط على مدى شهرين ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف "سفك الدماء".
وشيع المتظاهرون الغاضبون جثامين الضحايا بعد أن تمكنوا من إضرام النيران بمقر قيادة الشرطة والسيطرة على جسرين رئيسيين.
بعد ذلك، حاصر المتظاهرون المقر العسكري الرئيسي في الوقت الذي انتشر فيه أفراد مسلحون من أبناء القبائل المؤثرة في المنطقة على طول الطرق السريعة الرئيسية لمنع وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة.
وإثر الأحداث الدامية قرر رئيس الوزراء إقالة القائد العسكري الفريق جميل الشمري بعد ساعات من تعيينه مسؤولا عسكريا على الناصرية التي تشهد منذ أيام احتجاجات متواصلة. تجدر الإشارة إلى أن الناصرية هي مسقط رئيس رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
من جهة أخرى، عقد قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن الملف العراقي عدة اجتماعات في بغداد والنجف لإقناع الفصائل السياسية برص الصفوف ودعم حكومة عبد المهدي. وقد مهدت مثل تلك الاجتماعات في السابق الطريق لقمع محدود للتظاهرات في بغداد والجنوب.
وفي واحدة من أكثر دول العالم ثراء بالنفط ومن أكثرها فسادا، يطالب المحتجون منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل طبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. كما يهاجم متظاهرون إيران التي يتهمونها بدعم الحكومة والطبقة السياسية.
يذكر أن حصيلة الضحايا ارتفعت في هذه المظاهرات منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول إلى نحو 380 قتيلا وأكثر من 15 ألف جريح، حسب حصيلة اعدتها وكالة الأنباء الفرنسية بينما لا تصدر السلطات أرقاما محدثة أو دقيقة.