طبيبة نفسية لـ”الدار”: هذه أهم أسباب تزايد حالات الانتحار بالمغرب
الدار/ صفية العامري
أوضحت الدكتورة سلمى عزاوي طبيبة أخصائية في الأمراض العقلية والنفسية في حديثها لموقع "الدار"، أن ارتفاع عدد المنتحرين حسب احصائيات المنظمة العالمية للصحة 2016، الانتحار هو ثان مسبب للوفاة عند الشباب في الفئة العمرية بين 15 و29 سنة، مضيفة أن هناك العديد من محاولات الانتحار التي لا تؤدي بالضرورة إلى الوفاة، وهي تقريبا، تسجل المتحدثة نفسها، حوالي 800 آلاف حالة انتحار ما يعادل 40 حالة كل ثانية توفيت بسبب الانتحار، أما في المغرب لا توجد معطيات دقيقة في تحديد عدد حالات الانتحار والنسبة في تزايد مستمر.
وعن أسباب الانتحار ذكرت الدكتورة سلمى عزاوي أنها ناتجة عن تداخل مجموعة من العوامل البيولوجية التي لها علاقة بتكوين جينات الشخص، والبنيه النفسية، والمعطيات الاجتماعية المحيطة به. وبصفة عامة، تواصل عزاوي، هي أسباب مرضية، متعلقة بالاضطرابات منها؛ مرض الاكتئاب الذي يعد من الأمراض الأكثر شيوعا والتي يمنكها أن تؤدي إلى حالات الانتحار.أكثر من عشرين في المئة من الأشخاص مصابين بهذا المرض ويمكن ان يصلوا الى مرحلة الانتحار.
وأشارت الأخصائية إلى سبب مرضي آخر، المتمثل في اضطراب "المزاج ثنائي القطب"، الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة على التصرفات والإقدام على الانتحار، إضافة إلى مرض الفصام يمكن أن يكون في إطار حالات الهلوسة أو الهذيان أو اضطراب في الحكم وهي أيضا تجعل الشخص يفكر في الانتحار.
وأبرزت الدكتورة أن شخصيات مرضية يسهل عليهم الانتحار مثل ما يسمى بـ"الشخصية الحدية"، التي يطغى عليها طابع الاندفاعية، حيث يفكرون في الانتحار، ونجدها، تؤكد الطبيبة النفسانية، "أيضا عند الأشخاص الذين يتعاطون بشكل مرضي للمواد المخدرة وللكحول خاصة في صفوف الشباب الذين يقدمون على محاولات الانتحار".
ومن جهة ثانية، أوردت الدكتورة سلمى عزاوي أسباب أخرى تهم العوامل النفسية والاجتماعية، عند بعض الفئات الهشة التي تقدم على الانتحار، وهي، تشرح عزاوي، "ردة فعل لأي ظرف مثل، فقدان شخص عزيز يمثل له معنى للحياة أو صدمة عاطفية، أو الاحساس بالتهميش والإقصاء والفشل والاحباط. وفي حالات أخرى نتيجة تعرضه إلى اعتداءات جسدية وجنسية".