لقاء مراكش يتدارس “التمثلات حول اليهود المغاربة”
شكل موضوع "إدراكات وتمثلاث حول اليهودي في الإنتاج الأدبي والسينمائي والإعلامي بالمغرب" محور نقاشات نظمت أمس الأربعاء بمراكش في إطار ورشة أقيمت ضمن فعاليات اللقاء المنعقد حول موضوع "اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة"، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز أستاذ التاريخ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، محمد حاتمي، في كلمة بالمناسبة، العمل "القيم" الذي يقوم به البروفيسور محمد كنبيب حول اليهودية المغربية، مضيفا أن الإنتاج الفكري بالجامعات المغربية يجسد الاهتمام الذي يتم إيلاءه للتاريخ وكل ما يتعلق باليهودية المغربية.
وقال إن الإنتاجات حول هذا الموضوع كانت تكتسي نوعا من الحساسية، قبل أن ينتهي هذا الأمر عندما ناقش البروفيسور محمد كنبيب أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه سنة 1994 بعنوان "اليهود والمسلمون بالمغرب (1859-1948)، مساهمة في تاريخ العلاقات بين الطائفتين في بلاد الإسلام".
وأضاف الأستاذ حاتمي "يوضح البروفيسور كنبيب في كتابه كيف أن هذه الطائفة كانت تعيش على الهامش"، مسجلا أن "الكاتب تبنى خلال تحليله مقاربة علمية رصينة".
من جهتها، استعرضت كريمة اليتربي ، أستاذة جامعية ومديرة معهد كونفوشيوس- جامعة محمد الخامس بالرباط ، العمل الذي قامت به منذ ما يناهز 12 سنة لتقديم عمل الكاتب المغربي اليهودي، الراحل إدمون عمران المالح.
وذكرت اليتربي بأن الراحل عمران المالح الذي اعتدنا أن ننادي عليه ب"الحاج عمران" كان يحب القول "أنا مغربي يهودي ، ولست يهوديا مغربيا".
ومضت قائلة إن "عملي حول الكتابة اليهودية والمغربية أتاح لنا فرصة التأمل في القضايا التي مكنت من إدراج مقررات حول الأدب اليهودي المغاربي"، مشددة في السياق ذاته على ضرورة أن تكون "الأجيال القادمة على دراية بهذا الجزء من الجزء من التاريخ".
وأشارت إلى أن أعمال الراحل عمران المالح كان يسيطر عليها هاجس الخوف من "زوال الطائفة اليهودية وألم المنفى، الذي لا يمكن إلا للأدب وحده التعبير عنه ومواساته".
وختمت اليتربي مداخلتها بالتذكير بأحد الأسئلة التي كان يطرحها الراحل إدمون عمران المالح حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني: "لماذا لا يثور شعب عانى من النازية ضد العنف الذي يعاني منه الفلسطينيون؟".
من جانبها ، ركزت عالمة الاجتماع وعضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، السيدة خديجة الكور، على تحليل وسائل الإعلام المغربية و"مقاربتها للطائفة المغربية اليهودية".
وأشارت الكور إلى أنه "إذا كنا لا نستطيع تقييم مدى تثمين وإبراز وسائل الإعلام لتعددية الهوية المغربية، لاسيما رافدها العبري، فإن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري لاحظت، مع ذلك، أنه لم يسجل أي تشويه أو تصريحات معادية للسامية في الإعلام السمعي البصري المغربي".
وانتهزت هذه المناسبة لدعوة وسائل الإعلام لإبراز تنوع وتعددية المجتمع المغربي، مؤكدة أنه يتعين تطوير عرض يجعل من التجربة اليهودية المغربية رافعة للتنمية، والعمل على نقلها وإيصالها للشباب، بغية محاربة دعوات العنصرية والتمييز في الشبكات الاجتماعية.
بدوره، أكد ياسين شريف، مكلف بالتنوع بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أنه سيتم العمل على فهم استخدام المواد المتعلقة بالذاكرة التاريخية في وسائل الإعلام، وتقييم مساهمة المحتوى السمعي البصري في الحفاظ على ذاكرة الطائفة اليهودية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
من جانبه، تطرق الأستاذ والناقد السينمائي بوبكر الحيحي للرسائل التي تحملها السينما المغربية، ومعالجتها للحضور اليهودي في المغرب.
وقال الحيحي إنه انطلاقا من بعض الأفلام المغربية ك"ياقوت" و ماروك" وتنغير – القدس"، و"يما" والعديد من الأفلام السينمائية الأخرى يمكن استخلاص بعض الأفكار التي ظلت راسخة في ذاكرة الجمهور.
وسجل أن "جميع الأفلام تبرز الحياة الطبيعية والتناغم التام بين اليهود والمسلمين"، مشيرا إلى أنه يستشف من فيلم (تنغير- القدس) لكمال هشكار أن المسافة التي كانت تفصل بين المعبد اليهودي والمسجد بمدينة تنغير لم تكن تتجاوز 20 مترا"، مشيرا إلى أن هذه الأفلام تطرقت أيضا لعلاقات الحب والزيجات بين اليهود والمسلمين.
يذكر أن اللقاء حول موضوع اليهود المغاربة ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب.
المصدر: الدار – وم ع