المواطن

الشموع.. المادة الخام لإحياء المولد النبوي

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

يعتبر الشمع المادة الأساسية التي يتم إعدادها للاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يوافق 11 من ربيع الأول من كل سنة، إذ تعتر مدينة سلا من المدن التي تحتضن هذا العرس، الذي يعتمد أساسا على استعراض الشموع الحاملة للعديد من الدلالات، خصوصا وأنها تتضمن أسماء من العائلة الملكية في تجسيد فعلي للحرص الملكي في أفق رعاية الاحتفال بهذه المناسبة.

وتحتل هذه الشموع مكانة محورية في هذه التظاهرة الاحتفالية الدينية، فالشمعة الكبيرة وهي ذات الأهمية الكبرى ترمز للملكية في المغرب، كونها حاملة لإسم الملك محمد السادس، وتليها الأخرى الحاملة لإسم الجلالة "الله"، والتي يتم الحرص على استعراضها في مقدمة الموكب بالنظر لأهميتها القصوى، أما بخصوص الثالثة وهي الحاملة لإسم ولي العهد، بالإضافة إلى تلك الموشومة بإسم لالة خديجة، ومن ثم فإن هذه الشموع لا يتم استعراضها بشكل عشوائي، إنما ترمز للعديد من الدلالات أهمها سلالة العائلة العلوية بالمغرب.

أما عن الأيادي التي تحرص على صياغة هذه التحف، فهي مجموعة من النساء المغربيات اللواتي ينحدرن من الأسر المنتمية للزاوية الحسونية، والتي تلقنت أصول هذا العمل الإبداعي منذ البدايات الأولى، أما بخصوص المراحل الأساسية التي تمر منها عملية الصناعة فهي تستغرق وقتا مهما، خصوصا تلك المرتبطة بتشكيل مادة الشمع في قوالب محددة، ثم العمل على صباغته بمجموعة من الألوان المستوحاة من العلم الوطني للمغرب، بالإضافة إلى تثبيته على الأشكال الهندسية الكبرى التي تستمد طابعها من شكل الشمعة الصغيرة، ليتم صياغتها في قالب كبير.   

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى