أخبار الدار

هل وضعت الساعة الإضافية البيجيدي في ورطة النهاية

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز 

أثار موضوع الساعة الإضافية من خلال ترسيم الحكومة المغربية لهذا القرار طيلة السنة مجموعة من الانتقادات، خصوصا وأن هذا القرار أدى إلى خلق نقاش كبير على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، حيث سجل مجموعة من التدوينات التي خرج بها المحللون السياسيون والمهتمون بالشأن العام في البلاد، الأمر الذي أثار سخطا شعبيا كبيرا اتجاه هذه الخطوة   التي وصفها المواطنون المغاربة بالمرفوضة.

في هذا السياق تعددت المؤشرات التي كانت كافية لتورط حكومة البيجيدي في تأجيج هذا القرار، خصوصا وأنها لم تقدم التوضيحات الكفيلة برفع اللبس وإعطاء السبب الرئيسي وراء اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة، وهو الأمر  الذي اتضح بشكل بارز  من خلال التصريحات التي قدمها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، والتي أفاد من خلالها أن الهدف من وراء اعتماد هذا التوقيت هو الرفع من الانتاجات الطاقية، مبررا الموضوع بوجود دراسة تثبت ذلك، وهو التبرير الذي اعتبره المغاربة ضربا من العبث خصوصا وأنه بدا متحفظا على حيثيات الدراسة التي ظلت مغيبة لحدود الآن.

وقد اعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا القرار بمثابة التحرش والتربص الذي يبديه العثماني اتجاه الساعة، ما اعتبروه مساسا بقرارهم وشرعيتهم في اتخاذ القرار.

أكثر من ذلك فإن خروج التلاميذ للاحتجاج على التوقيت الصيفي، كان بمثابة النقطة التي كشفت المستور بعدما خرجت مجموعة من الجهات التابعة لحزب العدالة والتنمية، والتي  خرجت بمجموعة من التصريحات التي تحمل إساءة مباشرة للموجات الاحتجاجية التي تزعمها التلاميذ الذين غادروا المؤسسات التعليمية واستوطنوا شوارع المملكة في أفق الاستجابة لمطلبهم، غير أن الأمر لم ينتج سوى الخروج بتصريحات وتدوينات تهكمية وتقدح في السلوك الاحتجاجي.

من الأسباب التي جعلت البيجيدي يعتبر المتورط الأول في هذا الاحتقان الشعبي المناهض للساعة الإضافية، وصف القيادي في حزب العدالة والتنمية والعضو السابق بأمانته العامة، أحمد الشقيري الديني، التلاميذ المحتجين ضد الساعة الإضافية بـ"جيل القوادس"، وقال في تدوينة له بموقع التواصل  الاجتماعي "تكرعات علينا المدرسة المغربية جيل لقوادس".

وكان الشقيري قد أثار موجة سخرية واسعة في تدوينة سابقة أثناء حكومة عبد الإله بنكيران، هاجم فيها الساعة الإضافية للتوقيت الرسمي، وقال إنها تفسد على الناس دينهم ودنياهم، وتفسد على الزوجين وقت الجماع"، وهاجم وزير الوظيفة العمومية السابق، محمد مبديع، واصفا بأنه "ليس له وقت للصلاة أو الجماع".

وردا على هذه التدوينة التي تورط حزب العدالة والتنمية في افتعال النقاش الدائر حول الساعة الإضافية، قال عبد العالي  الرامي، رئيس منتدى الطفولة  إن "جيل القادوس هو للي مدارش خدمتو فالتأطير والتربية …كاينين ولاد و بنات الناس مستوى راقي الباقي ضحية". حسب تعبير الرامي، مضيفا "الجيل دليل صريح على فشل المسؤولين على التربية والتأطير .

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي عمر الشرقاوي عبر تدوينة له في الفيسبوك، "علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب تلاميذنا ونصفهم بجيل القواديس والضباع، صحيح أنهم تجاوزوا الحدود لكنهم أظهروا على المرآة الوجه القبيح لتعليمنا وأسرنا وأحزابنا ونقابتنا وسياساتنا. صحيح أزعجتني بعض التصرفات غير المبررة والتي تسب أم رئيس الحكومة وتحرق علم الوطن أو تخرب المؤسسات والتي عجزت عن وضع فهم لها حد اللحظة، لكن أرفض أن نخصص جلسات جلد جماعي لتلاميذ هم ضحايا وليسوا جناة هم ليسوا وباء نخافوه لينتشر وليسوا مجرمين، فهم مجرد تلاميذ ليس ذنب عليهم أنهم ترعرعوا وسط أسرة غير مسؤولة أو تعليم غير نافع أو اكتووا بسياسات مجحفة ومجتمع لا يرحم".

 

وأضاف في السياق ذاته في نظري ما يجعل احتجاجات التلاميذ خطرا عليهم وعلى الفضاء العام، ليس لأنهم مجموعة من القاصرين الفاقدين للإرادة الكاملة. بل لأنهم يصبحون خلال احتجاجاتهم ضحية سيكولوجية الجماهير ودينامية الجماعة التي تنطمس معها الشخصية الواعية للتلاميذ، مما يجعلهم يسيرون ببساطتهم خلف محترفي الاحتجاج وتجار السياسة، وقد يقودهم حماسهم الطبيعي والفطري إلى استعمال بعض أشكال العنف وسب وشتم المسؤولين والاعتداء على الثوابت واعتبار ذلك حقا مشروعا ومبررا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى