“الجمعة السوداء” …هل خدعة أم حقيقة؟
الدار / فاطمة الزهراء أوعزوز
تعتبر "الجمعة السوداء" واحدة من العادات المنتشرة في العالم الأوربي والتي لم تستثني العالم العربي أيضا في السنوات الأخيرة، ويتميز هذا اليوم بصرف كم هام من الأموال لاقتناء المنتجات المختفلة في محاولة للاستفادة من التخفيضات التي تقدمها العلامات التجارية.
وبخصوص الاقتناء الذي يرتبط بهذا اليوم، فهو مناسبة لتقسيم الزبناء إلى صنفين، فالصنف الأول يعتبر المناسبة فرصة لا تعوض لاقتناء جميع الحاجيات الأساسية، على اعتبار أنها تقدم بأثمنة مناسبة بل تصل في بعض الأحيان إلى 20 في المئة وهو الأمر الذي يعتبر تحفيزا مباشرا للرفع من نسبة الإقبال على هذه المنتجات، وفي السياق ذاته لتجديد المنتجات والخدمات وجعلها تتجدد تماشيا مع احتياجات الزبناء.
أما الصنف الثاني من الزبناء، فهو الذي يخص الفئة التي تفيد أن نسب التخفيض لا تكاد تكون سوى سياسة ترويجية وتسويقية بهدف اللإشهار، خصوصا وأن حصص التخفيض تكون منخفضة إذ لا تتجاوز في الكثير من الأحيان 20 في المائة الأمر الذي لا يعتبر مشجعا على الإطلاق لاقتناء الحاجيات الأساسية، هذا ويؤكد الزبناء أن هذه التخفيضات المعلنة أمام المحلات التجارية لا تشمل جميع المنتجات كما هو معلن، بل تقتصر فقط على البعض منها، وهو الأمر الذي يعتبر طريقة للتشجيع على الدخول للمحلات، وخلق الرغبة في التبضع.
ويعود تاريخ هذه الجمعة إلى القرن التاسع عشر، ومكان ظهورها الولايات المتحدة، وهي مرتبطة بالأزمة المالية المستفحلة عام 1869، إذ لجأ التجار ورجال الأعمال لإنعاش الإقبال على بضائعهم إلى الإعلان عن تخفيضات كبيرة للخروج من الأزمة الخانقة، ونجحوا في ذلك بالفعل، لتصبح منذ ذاك الحين عادة متوارثة وصلت إلى مختلف دول العالم العربي.