رجل للتأجير.. حينما يتحول الجنس مع نساء إلى مصدر للعيش
الدار / جميلة أوتزنيت
لم يكن حسن (اسم مستعار) بطل قصة هذا الشريط، يتخيل أن حياته ستنقلب رأسا على عقب سنة 2012، بعد دعوة إلى قضاء ليلة سمر. يقول حسن، وهو يحكي عن بدايات اشتغاله كمرافق جنسي للنساء، أن دعوة من صديق له إلى حضور إحدى "الليالي الماجنة"، ستكون بوابته إلى "جهنم". لما جهنم؟ لأن حسن، ومن خلال حديثه إلى موقع "الدار"، يشعر بندم شديد حيال حياته هذه، خصوصا وأنه متزوج، ويخون زوجته مرارا وتكرارا، مع نساء يقضي معهن الليالي "الحمراء" مقابل المال.
غالبا مايطلق على رجال مثل "حسن" بالمرافق الجنسي أو "gigolo"، لكن عبد الصمد الديالمي، الدكتور المختص في علم الاجتماع والجنسانية، يعتبره عاملا جنسيا، وليس مجرد مرافق.
ذلك أن المرافق، هو رجل تابع لامرأة واحدة، يعاشرها جنسيا، تكبره سنا في الغالب، وتصرف عليه من مالها الخاص. أما ذاك الذي يعدد شريكاته، باعتبارهن زبونات، ويتقاضى منهن أجرا ماديا مقابل خدماته، فيسمى "بغيا" أو "عاملا جنسيا".
وإذا كان حسن يعد من منظور علم الاجتماع، ممتهنا لخدمة ما، فإن القانون المغربي لايعترف بذلك. يقول يونس قربي، محامي بهيئة الرباط، إن المعاشرة الجنسية بين رجل وامرأة، خارج مؤسسة الزواج تعد فسادا. أما إذا كان أحد الطرفين متزوجا فإن الأمر يصبح أيضا خيانة زوجية. وقد تصل العقوبات الحبسية من شهرين إلى سنة.
وليس فقط مرتكبا هذا الفعل من يجرمهما القانون، فحتى المعد لمكان اللقاء، والمسهل لهذه العملية يتابع قانونيا، بما فيها أي وسيط محتمل. في هذه الحال، يوضح المحامي، أن العقوبات المنصوص عليها، سواء حبسية أو مالية تزيد، وقد تصل حتى مليوني درهم كغرامة، وخمس سنوات من السجن.
بالمقابل، شرحت سلمى عزاوي، دكتورة نفسية، كيف أن لمؤثرات وعوامل نفسية، التدخل في سلوكات أحد الطرفين. من جهة المرأة/الزبونة التي تقبل على هذه الخدمة الجنسية، ومن جهة أخرى المرافق الجنسي.
أما عن حالة "حسن"، الذي يزعم أنه غير قادر على مغادرة ذاك العالم وأنه عالق فيه، تقول الدكتورة عزاوي، ربما يعاني من حالة إدمان. وبالتالي يلزمه طريق طويل للعلاج.
فيما فند الديالمي، عالم الاجتماع والجنسيانية هذه الفرضية بالقول إن الأمر لايتعدى حاجاته المادية، التي يلبسها قناع "الإدمان" للتستر على فعل، يراه جارحا وماسا بكرامته كرجل، لأنه وقبل كل شيء ليس سوى "أجير" جنسي.