معرض بجنيف حول مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني عبر العالم
نظم في قصر الأمم بجنيف معرض يبرز مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني عبر العالم ، وذلك على هامش المنتدى العالمي الأول للاجئين، الذي افتتحت أشغاله يوم الثلاثاء.
وجرى حفل افتتاح هذا المعرض، الذي أعدته وقدمته القوات المسلحة الملكية، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الثلاثاء بحضور ، على الخصوص الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج السيدة نزهة الوافي و مسؤولين بمنظمات دولية و ممثلي الوفود المشاركة في المنتدى العالمي للاجئين، وكذا دبلوماسيين معتمدين بجنيف ، من بينهم السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة ، عمر زنيبر.
و بهذه المناسبة، تم تقديم شروحات لزوار المعرض من قبل وفد من ضباط أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. ويجسد هذا الحدث انخراط المملكة المغربية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خدمة مبادئ الأمن والسلام عبر العالم، ويبرز الخبرة المكتسبة على مدى 60 عاما في مجال الأمن والسلام والعمل الإنساني، خاصة فيما يتعلق بإقامة المستشفيات الميدانية الطبية الجراحية التابعة للقوات المسلحة الملكية وإيصال المساعدات الإنسانية المباشرة لفائدة سكان الدول التي تمر من أزمات أو تواجه تبعات كوارث طبيعية.
وتأتي مساهمات المملكة المغربية كامتداد لتقليد عريق ضارب في التاريخ المجيد للمملكة، حيث تندرج هذه المساهمات الإنسانية في التصور الواعي لالتزامات المغرب الدولية لنصرة قيم التضامن مع مختلف شعوب المعمور ومساندة القيم الشرعية الدولية ومفاهيم الحقّ والقانون الدولي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد المدير العام للمنتدى العالمي للاجئين دانييل إندرس، بتنظيم هذه التظاهرة، التي قال ، إنها “تبرز الخدمات الإنسانية المتميزة للمغرب ودوره في الحفاظ على السلم في مختلف بلدان العالم ، إلى جانب الأمم المتحدة .”
ومنذ اعتلاء جلالة الملك العرش، شكل البعد الإنساني مكانة محورية في جل المساهمات المغربية سواء تعلق الأمر بعمليات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أو في إطار عمليات التضامن العالمي.
وينسجم هذا المعرض مع صلب موضوع أشغال المنتدى العالمي الأول للاجئين المنعقد بجنيف يومي 17 و18 دجنبر 2019، وهو يعتبر مناسبة لتسليط الضوء على المساهمة الفعالة والتلقائية للمملكة المغربية في التخفيف من معاناة مئات الآلاف من النازحين الداخليين واللاجئين من خلال الخدمات الإنسانية المتعددة الأبعاد للمستشفيات الطبية العسكرية الميدانية التي أقامتها القوات المسلحة الملكية، خصوصا بتونس سنة 2011، لفائدة اللاجئين المنتمين إلى 45 دولة والذين فروا من ويلات الأزمة الليبية، وكذا بمخيم الزعتري بالأردن، حيث تقوم الأطقم الطبية العسكرية المغربية بعمل إنساني جبار منذ عام 2012 لدعم اللاجئين السوريين.
كما يبرز المعرض المهام التي قامت بها مختلف تجريدات القوات المسلحة الملكية لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم بكل من الصومال والبوسنة والهرسك، وكوسوفو بصربيا والكوت ديفوار وهايتي، والتي تستمر حاليا مع التجريدتين المغربيتين المتواجدتين بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وفي هذا الصدد، وإلى جانب المستشفى العسكري الذي تم إرساله إلى الصومال عامي 1993 و1994 بأوامر من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، أقامت المملكة المغربية منذ عام 1999، 15 مستشفى ميدانيا طبيا جراحيا، حظيت ثمانية منها بزيارة صاحب الجلالة الملك محمّد السادس.
وقد تم إثراء هذا المعرض بمقتطفات من الخطب والرسائل الملكية السامية، وكذا بشهادات لمسؤولين أمميين بارزين وبعض قادة قوات حفظ السلام ، وأزيد من 300 صورة فوتوغرافية معبرة. ويتناول هذا المعرض المتكون من 29 لوحة أنفوغرافية محاور مختلفة.
ويتعلق الأمر أساسا بـ “التجريدات المغربية في خدمة عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين والنازحين داخليا واللاجئين” و “المستشفيات الميدانية الطبية الجراحية والخدمات الطبية والاجتماعية لفائدة السكان المدنيين والنازحين داخليا واللاجئين” و “المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة المغربية منذ أكثر من نصف قرن” و “ذاكرة وشهادات” و “تكريم شهداء القوات المسلحة الملكية المغربية الذين سقطوا خلال عمليات حفظ السلام”.
و في إطار “مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني ، شارك أكثر من 72000 من القبعات الزرق المغاربة في 14 عملية أممية لحفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ، وتم إنشاء 16 مستشفى عسكري ميداني داخل 13 بلدا، واستطاعت توفير أكثر من 2542000 مساعدة طبية لفائدة الساكنة المحلية والنازحين داخليا واللاجئين.
المصدر: الدار ـ و م ع