واشنطن وبيونغ يانغ على طريق الصدام مع قرب انتهاء مهلة نهاية العام
يتصاعد التوتر سريعا بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التي تكثف الضغوط على واشنطن فيما تطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقديم تنازلات بحلول نهاية العام الجاري.
ودعت واشنطن لاجتماع لمجلس الأمن الدولي الاربعاء بخصوص قيام بيونغ يانغ أخيرا بسلسلة تجارب لإطلاق صواريخ، وهو ما يشكل عودة للعداوة بينهما فيما يتراجع الخيار الدبلوماسي.
ويأتي إعلان الاثنين بعد يومين من إعلان بيونغ يانغ إجراء “تجربة هامة جدا” لكن غير محددة التفاصيل، في إشارة إلى أنها قد تقوم بالمزيد من التجارب.
التقى ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون ثلاث مرات لمناقشة البرنامج النووي لبيونغ يانغ، واصفا إياه بالصديق ومشيدا بالهدوء النسبي الذي تم تحقيقه من العام 2017 حين نشبت مخاوف من اندلاع حرب كاملة.
لكن كوريا الشمالية تسعى لإبرام اتفاق كامل يتضمن التخفيف من العقوبات، خصوصا أن ترامب يتجه نحو معركة انتخابية في عام يبدو صعبا.
والأحد، حذ ر ترامب كوريا الشمالية أنها قد “تخسر كل شيء” بسبب عدوانيتها تجاه الولايات المتحدة بعد إعلانها تجربة أسلحة جديدة.
وكتب ترامب على تويتر “كيم جونغ اون ذكي جدا ولديه الكثير الذي يمكن أن يخسره، بل وكل شيء في الحقيقة، إذا تصرف بطريقة عدوانية”.
وفي هجوم شخصي نادر على ترامب منذ بدء المسار الدبلوماسي، وصف كيم يونغ شول المساعد الخاص لكيم ترامب بأنه “رجل عجوز طائش وعصبي “، وند د ” كلماته وتعبيراته الغريبة “.
وقال إن ه إذا كان ترامب غير “متفاجيء” من رد فعل كوريا الشمالية، “فسيثير ذلك غضبنا”، في تصريحات نقتلها وكالة الأنباء الكورية الشمالية.
والاثنين، طلبت الولايات المتحدة، التي ترأس مجلس الأمن طوال كانون الاول/ديسمبر، عقد اجتماع الاربعاء لمناقشة خطر “تصاعد استفزازات” كوريا الشمالية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن هذا النقاش يجب أن يكون حول “إطلاق الصواريخ مؤخرا وإمكانية التصعيد في استفزازات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”، مستخدمة الاسم الرسمي للبلد الآسيوي المعزول.
الى ذلك، تخلت الادارة الاميركية عن طلب اجتماع للمجلس يتعلق بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية على خلفية توتر جديد بين البلدين.
لتأم مجلس الأمن الاسبوع الفائت خلف أبواب مغلقة بطلب من الدول الأوروبية لإدانة 13 اختبارا للصواريخ اجرتها كوريا الشمالية.
وقال فرانك أوم الباحث الكبير في شؤون كوريا الشمالية في المعهد الأميركي للسلام إن بيونغ يانغ تزيد من حرارة الأجواء إذ تعتقد أن واشنطن ليست في عجلة لإبرام اتفاق.
وأوضح أوم الذي سبق وقدم مشورة لوزير الدفاع الأميركي بخصوص النظام الكوري السلطوي “اعتقد انهم (كوريا الشمالية) قرروا، لا نريد أن نلعب اللعبة الأميركية حيث تحصل الولايات المتحدة على كل المكاسب من تخفيض التوتر العسكري فيما لا تحصل كوريا الشمالية على شيء”.
لكنه أضاف أن كوريا الشمالية “حصرت نفسها” وقد تبعد عنها الصين، حليفها الدبلوماسي الرئيسي وداعمها في المساعدات الإنسانية، إذا أجرت تجربة عسكرية كبيرة مثل اختبار نووي أو صاروخ بالستي طويل المدى.
وتابع أوم “عليهم أن يردوا على تجاوز مهلة نهاية العام، وإلا سيكون الأمر غبيا جدا لكن في نفس الوقت لا يمكنهم الرد بقوة شديدة، وإلا سيكون الرد الاميركي قاسيا وكذلك من الصين”.
وأوضح أن واشنطن وبيونغ يانغ قد تتوصلان لاتفاق مؤقت لا يرضي كلا البلدين لكن يشك ل قاعدة ويجنب التصعيد.
بدوره، قال فيبين نارانغ الباحث السياسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن كيم يشعر بالإهانة على الأرجح بعد فشل قمة هانوي في شباط/فبراير الفائت.
وانتهت القمة بلا نتائج، إذ نصح ترامب مساعدوه بالانتظار للحصول على إشارات ملموسة أن كوريا الشمالية ستتخلى فعلا عن ترسانتها النووية.
وتابع نارانغ أن مساعدي كيم “المتشددين منحوه مهلة على الأرجح للحصول على تخفيف بعض العقوبات من الولايات المتحدة”.
واستأنف البلدان المباحثات على مستوى فرق العمل في تشرين الأول/أكتوبر في ستوكهولم، لكن وفد البلد الآسيوي المعزول اعتبر اللقاء فاشلا.
وقال نارانغ “هناك مخاطرة بالعودة لتوترات 2017 أو حتى أسوأ لأن المخارج الدبلوماسية قليلة”.
وتابع الباحث الذي يراقب شؤون كوريا الشمالية عن كثب “إذا كنت بالفعل جربت أساسا خيار الدبلوماسية النووية مع قمة رئاسية سيكون من الصعب جدا لكوريا الشمالية العودة لعملية (سلام) على مستوى فرق العمل”.
المصدر: الدار ـ أ ف ب