أخبار الدار

أمامة عواد: يجب على المغرب والجزائر الجلوس للحوار

الدار/ ترجمة: سعيد المرابط

تتحدث في هذا الحوار، الذي تقدمه “الدار”، في نسخة عربية، للقارئ المغربي؛ سفيرة المغرب في بنما، أمامة عواد لحرش، مع صحيفة “لاستريلا دي بنما”، حول مختلف القضايا في التجارة الدولية، وإمكانية دخول بنما إلى إفريقيا، فضلا عن الوضع في الصحراء والدعوة للحوار مع الجزائر.

كيف تصفين تجربتك في بنما بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات من افتتاح السفارة؟

لقد تشرفت بافتتاح السفارة المغربية في بنما لأول مرة، لأنه قبل السفارة كانت المملكة تعتمد على كولومبيا، لكنها كانت مسؤولية كبيرة. ثم إن افتتاح السفارات، لكل من المغرب في بنما والبنميين في المغرب، هو إشارة قوية للغاية على مستوى عالٍ في حكوماتنا.

في رأيك، ما الذي يجعل من المغرب دولة ذات علاقة خاصة مع بنما؟

هناك الكثير من الاهتمام المتبادل، على الرغم من المسافة الجغرافية الموجودة؛ لدينا طرق بحرية، وبفضل هذه القناة، يمكن لبنما أن تقدم للمغرب اتصالاً أسرع مع شركاء أمريكا. 
وبالمثل، بالنسبة للمغرب، وذلك بفضل ميناء طنجة المتوسطي (الأكبر في أفريقيا)، والذي يوفر بوابة لجميع دول العالم، ويمكن للمغرب أن يقدم لبنما الطاقة المتجددة ونحن متقدمون جدا في هذه القضية، ونحن نعلم أن بنما تدرس هذه المسألة أكثر فأكثر. ونريد أن نتعلم الكثير من بنما في التجارة والتسيير البحري، لأننا أصغر سنا في القضايا البحرية، ولكن لدينا الآن ميناء كبير، ولكن لا خبرة لديه كنّا لبنما.

ماذا يمكنك التقول حول بلدكم، بشأن قضايا مثل الانفتاح الديمقراطي، وحقوق الإنسان، والمساواة، خصوصا أنكم بلد يتميز بافريقيته، عروبته  وإسلامه؛ هل يمكنك وصف المغرب بأنه ملكية مشابهة لإسبانيا؟

لقد ذكرت ثلاثة عناصر مهمة: الأفارقة والعرب والمسلمين، ولكن هذا لا يعرف المغرب، نحن بلد متعدد الثقافات، حيث هناك حرية العبادة؛ الغالبية مسلمون، ولكن هناك طائفة يهودية، في موطنهم الأصلي المغرب، وحتى يومنا هذا، لا يزالون يمارسون شعائرهم الدينية بحرية. 
إننا نتقاسم القيم العالمية للمساواة بين الجنسين الواردة في دستورنا، والتي تحمي المساواة بين الجنسين وتعاقب على التمييز.

بالنسبة للملكية، الملك هو أمير المؤمنين، ونظامنا الملكي دستوري وديمقراطي وبرلماني واجتماعي. 
في بعض الأحيان يمكن مقارنته بالملكية الإسبانية في جوانب معينة، ولكن لها علاقة أيضًا بالملوكيات الأخرى، هناك حرية في الحصول على أحزاب سياسية، لكنهم لا يستطيعون استخدام الدين، وهذا يحفظنا من المتطرفين ومن استخدام الدين في السياسة. 
النظام الملكي في المغرب تقدمي، الملك يأمر، ولكن لدينا رئيس الحكومة (رئيس البلاد) والذي يتم انتخابه كل خمس سنوات.

في الأعوام الماضية، اكتسح الملك محمد السادس إفريقيا دبلوماسياً، ما الدور الذي يلعبه البلد في الاتحاد الإفريقي؟

أولاً، كان المغرب أحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي، وكان لديه هذا التضامن دائما، لأنه كان واحدا من أوائل الدول الإفريقية التي تحررت من الاحتلال الأجنبي، ولم يدخر جهدا لمساعدة الدول الشقيقة، من الجزائر إلى جنوب أفريقيا. وفي السنوات الأخيرة، مع حكم الملك محمد السادس في المغرب؛ اتخذنا طابع التعاون المهم جدا مع الدول الإفريقية، والمغرب أعطى  قفزة مهمة، ونحن مقتنعون بأن إفريقيا تستحق أكثر من ذلك بكثير، وتحتاج ليس فقط للتعاون الإنساني، بل لشراكة الند للند، ونحن لدينا الكثير من الثقة في إفريقيا.

كيف حال العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وآسيا، وخاصة الصين؟

إن المغرب له علاقة تاريخية مع الصين، لدرجة أن الشاي الأخضر الذي نشربه في المغرب، وهو الشراب التقليدي، يأتي من الصين.
مع الصين العلاقة رائعة، مع روسيا جيدة، الهند وبلدان أخرى في آسيا، مثل اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية وبلدان أخرى من آسيا، لدينا علاقات جيدة للغاية.

فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، هناك رابطة خاصة جداً، لدينا وضع متقدم؛ حيث يوجد في المغرب شريكان تجاريان رئيسيان من الاتحاد الأوروبي، وهما إسبانيا وفرنسا، وهناك أيضا علاقة كبيرة مع كندا والولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وفيما يتعلق بموضوع نزاع الصحراء، الجزائر، وشركاؤها من جبهة البوليساريو، ما هي توقعاتك حول الجولة المقبلة من المحادثات 5 و 6 ديسمبر في جنيف؟

في الصحراء هناك نزاع على الأراضي المغربية، لا توجد حرب، والناس يعيشون في هدوء تام، وجو ديمقراطي.
أما فيما يتعلق بموضوع النزاع، تمت دعوة أربعة أطراف لإجراء محادثات في جنيف يومي 5 و6 دجنبر؛ هذه الدول هي المغرب وموريتانيا والجزائر وجبهة البوليساريو؛ من المهم جدا لتوضيح أنه ليس تفاوض ولكنه محادثة، وليس هناك تجديد، لأننا في المغرب دائما كنا نقول أن المشكلة مفتعلة، وعُقدت من قبل الجزائر، لأن البوليساريو هي من صنع الجزائر؛ الذي اخترع هذا الكيان، والآن يقول إنه مراقب، الجزائر جزء من المشكلة والحل.

كيف تقوم حكومتك بالاستناد إلى الشرعية التاريخية، وحقها الشرعي في الأقاليم الجنوبية، ما هو الشيء المسمى الصحراء المغربية؟

إنها قصة قديمة جدا، لا يُفهم تاريخ المغرب بدون الصحراء، ولا الصحراء المغربية، بدون المغرب. 
هناك روابط اقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية، ثم إن الصحراء المغربية هي منطقة ذات هوية، كمناطق أخرى من المغرب، تماماً مثلما تتنوع بنما. 
ولم يكن أحد قد ادعى ملكية أراضي الصحراء المغربية من قبل، بل كان المغرب دائماً حاضراً، وبالإضافة إلى ذلك، يتم تداول نفس العملة في إقليم الصحراء والمغرب، وعندما استردينا أراضينا من إسبانيا في عام 1975، احتفلت القبائل بالملك المغربي في ذلك الوقت.

هل يمكنك ان توضحي قليلاً، اقتراح قدمه المغرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2007، لمنح حكم ذاتي بالأقاليم الجنوبية في الصحراء.. ماذَا سيستفيد الصحراويون الذين يعيشون في هذه المنطقة؟

هذه مشكلة استغرقت وقتاً طويلاً للتوصل إليه، وليست فقط بالنسبة للمغرب، بل المشكلة بالنسبة للسكان الموجودين في مخيمات تندوف.
اقترح المغرب عام 2007، وتماشياً مع ميثاق الأمم المتحدة، خطة أو مقترحًا لحكم ذاتي واسع، تم تطويره بالفعل في محافظات الصحراء في المغرب. هذا يعني أن “الحكم الذاتي” يوفر للسكان الصحراويين؛ هذه الفئة من السكان الذين يعيشون في الصحراء، برلمانهم، والسلطة القضائية والسلطة التشريعية وسيبقى تحت السيادة المغربية؛ فقط اصدار العملة والدفاع والشؤون الخارجية في الحكومة المركزية. 
وهو حكم ذاتي متقدم للغاية، يشبه إلى حد ما النموذج الاسباني. بماذا سيفوزون؟ سوف يفوز العالم كله، وخاصة السكان الموجودين في الصحراء المغربية.

الملك محمد السادس أرسل رسالة جديدة للجارة الجزائر، أوائل نونبر لحوار “صادق ومباشر”، وللتغلب على الخلافات، من خلال آلية سياسية للتشاور والتعاون.. هل لديك توقعات بأنه يمكن الوصول إلى تفاهم مع الجزائر وتطوير للعلاقات بين الجيران التاريخيين؟

نحن دائما متفائلون، نؤمن بالسلام والانسجام وحق الشعوب، وفي الوقت الحاضر، لا يمكننا تصور أن البلدان الشقيقة التي تتقاسم الثقافة والهوية والتاريخ، هي بلدان معادية، بالنسبة لنا هذا موقف سخيف.

وبمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أعلن في نونبر الماضي الملك محمد السادس، إنشاء هذه الآلية للدفع بالحوار الثنائي بين المغرب والجزائر، ونريدها أن تكون على هذا النحو، لكننا ننتظر الرد من الجزائر، ولم يصل بعد، وهذه هي المشكلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى