مؤتمر تدبير المشاريع والبرامج بمراكش يسلط الضوء على سبل ترسيخ ثقافة المرونة بالمقاولات
سلط المشاركون في الدورة السابعة لمؤتمر تدبير المشاريع والبرامج، الذي نظم بمراكش على مدى يومين، الضوء على سبل ترسيخ ثقافة المرونة داخل المقاولات والمنظمات.
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير في الاستشارة والخدمات الخاصة بالابتكار المفتوح والتعاوني، مارتان دوفال، في كلمة خلال المؤتمر، أنه في زمن تتطور فيه مختلف القطاعات تحت تأثير الابتكار والتكنولوجيا الرقمية الجديدة، يكون من الضروري أن تركز الابتكارات على مرونة المسارات الديمقراطية للابتكار المشترك واتخاذ القرارات بصفة مشتركة داخل المقاولات والمنظمات.
وأضاف أن الابتكار يهم أيضا الوسائل والتكنولوجيات التي سيتم عبرها اختبار هذه المسارات التعاونية المرنة الجديدة من أجل فهم قضية معقدة تتمثل في كيفية التفكير المشترك في حلول جديدة واتخاذا قرارات مشتركة حول ترتيب الأولويات وتنفيذ تلك القرارات.
وتوقع أن يتم، في مستقبل قريب جدا، تقييم أداء الهيآت العمومية والخاصة بناء على مدى قدرتها على إدماج الذكاء التعاوني في أنظمتها الإيكولوجية، معتبرا أن هذا المؤشر الجديد سيصير من ضمن المؤشرات الأخرى التي يتم من خلالها قياس أداء الهيآت والمقاولات مثل المؤشرات المحاسباتية والاقتصادية المعروفة.
وذهب دوفال إلى أن المستثمرين سيوجهون استثماراتهم في المستقبل نحو المقاولات المرنة الأكثر التزاما وانفتاحا وذكاء وتعاونا، مشيرا إلى أن المستقبل سيعرف الانتقال من حقبة "المدير التنفيذي" (Chief Executive Officer) إلى حقبة "المدير التعاوني" (Collective Intelligence Officer) .
واعتبر أن هذا النوع الجديد من قادة الشركات سيكون قادرا على تنشيط والقيام بالمسارات التعاونية الأكثر تعقيدا وصعوبة داخل منظمته وبالأطراف الفاعلة من خارجها.
وواصل بالقول إن التخطيط الاستراتيجي سيتغير بدوره ليصير مرنا، إذ سيقوم المدراء الجديد برسم الخطوط العريضة لرؤية المقاولة ووضعها للنقاش مع مختلف الفرق والمتعاونين في المقاولة من خلال دعامة شبكية لمدة شهرين ، على أن تخلص النقاشات إلى اختيار المحاور ذات الأولوية من تلك الاستراتيجية.
وميز المتحدث ذاته بين أربع مراحل منهجية في إطار هذه المقاربة النقاشية التوافقية، الأولى تتعلق باستيعاب موضوع الاستراتيجية المطروحة للنقاش بشكل جيدا، والثانية بطرح أفكار قابلة للتطبيق، والمرحلة الثالثة تخص تعميق النقاش حول بعض الأفكار الهامة التي تم طرحها، والرابعة الترتيب الاستراتيجي لأهم النقاط المتفق عليها وإحداث منتج نهائي ذي قيمة مضافة عالية.
من جانبه، أبرز الخبير والمستشار في التدبير بشركة "ThoughtWorks" الأمريكية، إبراهيم طه، أهمية تطوير الأساليب وتغيير الثقافة القائمة داخل المقاولات من أجل التمكن من تدبير التغيرات ومواجهة التحديات المطروحة، مشيرا إلى أهمية تعزيز التواصل بين أعضاء كل منظمة من أجل الرفع من قيمة المنتج النهائي الذي تقدمة ومن ثم الاستجابة لانتظارات زبنائها.
كما أكد على أهمية ملاءمة ثقافة المقاولة ونموذجها التجاري مع "الممارسات المرنة" بهدف زعزعة العادات القائمة وترسيخ المرونة التنظيمية، ملحا على مركزية الرأسمال البشري في المقاولة أو المنظمة ما يستدعي تغذية ثقافة التواصل والتعاون والانفتاح والشفافية، وتعزيز قيم الثقة واستقلالية فرق العمل.
وقد سمح مؤتمر تدبير المشاريع والبرامج الذي نظمته مجموعة "تراستيد أدفايزورز" لمختلف المشاركين بالاطلاع على الاستراتيجيات والممارسات الجيدة في مجال تدبير البرامج والتحولات المرنة والابتكار المفتوح والذكاء التعاوني.
الصمدر: الدار – وم ع