فن وثقافة

عرض مسرحية “العلوة” بتطوان استحضار للموروث الثقافي لفن “العيطة”

 أعادت مسرحية "العلوة"، التي عرضت مساء أمس الثلاثاء بتطوان، لكاتبها ومخرجها محمد الحر، حكاية "القايد الباشا حمو" إلى الأذهان، وذلك في قالب فرجوي يستحضر الموروث الثقافي لفن "العيطة".

وتبدأ المسرحية، التي تم تقديمها في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح، بحكاية الدرهم المثقوب، بل هي حكاية مأساة "القايد الباشا حمو" في محاولاته المتكررة واليائسة لاسترجاع ذاكرته المفقودة، بعبور سبعة أبواب، لا تغلق أبدا بعد الاقتحام، بل تبقى مشرعة على مصراعيها ليلجها مرة ومرات.

خشبة المسرح غارقة في ظلام دامس ترافقه موسيقى شعبية مغربية تراثية من فن العيطة بمنطقة الشاوية، هكذا انطلق العرض، ليتعالى دخان ورائحة البخور من مبخرة حملتها إحدى الشخصيات طيلة أطوار العمل المسرحي، ثم يعلن الراوي بداية القصة.

في قالب يوظف تقنيات الحكي ومن زوايا مختلفة وبقواعد كتابية تقترب من عوالم السينما، تقدم مسرحية "العلوة" ثلاثة مسارات مختلفة تتقاطع وتتشابك لتنسج خيوط حكاية واحدة. 

وتتمثل هذه المسارات في مسار "القايد الباشا حمو"، رجل السلطة الشهير، الذي فقد ذاكرته ويسعى جاهدا لاستعادتها مهما كان الثمن ومسار "الشيخة طامو" التي أصبحت زوجة للقائد والتي لا شغل لها عدا أن يبقى فاقدا ذاكرته ناسيا لماضيه غارقا في ضبابيته.

أما المسار الثالث، فيتجلى في شخصية "مومو" المنشطر بين ضرس العقل ورياله المثقوب الذي يؤرق القايد والشيخة طامو، الممزقة بين تلبية رغبات زوجها "القايد" وبين تحقيق ذاتها أو تأكيد حقها في حياة طبيعية رمزيا وعاطفيا. 

وتعرض مسرحية "العلوة" في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المنظم تحت الرعاية السامية ملك محمد السادس، إلى جانب 11 مسرحية أخرى. ويتعلق الأمر ب "بريسا" لعلي البوهالي و"بيلماون" لأمين غوادة و"إيتسوض عاوذ" و"أسترا" لمحمد آيت سي عدي و"نجمة" لأمين غوادة، فضلا عن مسرحية "أفرزيز" لبوسرحان الزيتوني، و"الخالفة" لأمين ناسور، و"صباح ومسا" لعبد الجبار خمران و"لمبروك" لأمين ناسور و"حاسي بلا كعر" لهشام ابن عبد الوهاب، و"نسيان" لمسعود بوحسين.

وإلى جانب العروض الرسمية (12 مسرحية)، ستقدم عروض مسرحية للكبار والصغار (18 مسرحية). وتتميز هذه الدورة بعقد لقاءات الثنائيات تحت شعار "في الفن والحياة"، وورشات تكوينية بكلية الآداب وعدد من الثانويات.

وتجري فعاليات الدورة العشرين للمهرجان الوطني للمسرح بكل من المركز الثقافي بتطوان وسينما إسبانيول، إلى جانب عرض مسرحيات على هامش المهرجان بالمركز الثقافي للا عائشة بالمضيق والمركز الثقافي الفنيدق وسينما الريف بمرتيل.

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى