روبرت هولي: ترامب “يساوم” المغرب في الصحراء وموقفه من الحكم الذاتي “غامض”
الدار / خاص
كتب الدبلوماسي الأمريكي السابق، روبرت هولي، مقالا موسوم بـ” الصحراء الغربية: زيارة بومبيو تبعث بإشارات التغيير في السياسة الأمريكية؟ أكد فيه أن سياسة ادارة ترامب تجاه قضية الصحراء المغربية، و مبادرة الحكم الذاتي يلفها “الغموض” بخلاف موقفي ا بوش، وأوباما، اللذان أشاد بهذه المبادرة، معتبرين اياها “جدية، واقعية وذات مصداقية”.
وأوضح في هذا المقال أن عدم لقاء الملك محمد السادس، ووزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبو، يشير الى أن ادارة ترامب تعتمد نوعا من “المساومة الكبرى” للمغرب في قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمغرب، وعدم لقائه بالملك، وقصرها، يستحق طرح أسئلة جديدة حول ماهية سياسة الولايات المتحدة بشأن الصحراء الغربية، ومبادرة الحكم الذاتي.
في الأسبوع الماضي، كتب زميلي إدوارد غابرييل مقالا يشيد فيه بعدم رضوخ الملك محمد السادس للمحاولات المزعومة، كما ورد في عدد من التقارير الصحفية، لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لإقناع المغرب بالتراجع عن سياسته تجاه إسرائيل وفلسطين لصالح أفضل سيناريوهات تعبد الطريق لإعادة انتخاب رئيس الوزراء نتنياهو.
و تشير “التكهنات الصحفية” إلى أن بومبو قد قام بنوع من المساومة الكبرى للمغرب في قضية الصحراء الغربية. وبغض النظر عن الحسابات الصحفية، لا يوجد دليل موثوق به على أن أيًا من هذه الأخبار كان صحيحًا. لكن زيارة بومبو للمملكة المغربية، تستحق طرح أسئلة جديدة حول سياسة الولايات المتحدة بشأن الصحراء الغربية.
منذ عام 1999، كانت سياسة الولايات المتحدة هي دعم الحل السياسي القائم على نوع من الموازنة بين الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية، في مقابل منح الحكم الذاتي الذي يسمح للمواطنين هناك بتسيير شؤونهم بأنفسهم.
لقد جاء هذا المقترح الأمريكي في عهد إدارة كلينتون الثانية، وتمت المصادقة عليه على وجه التحديد من قبل حكومتي بوش وأوباما. في أبريل 2007، طرح المغرب مبادرة الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء، وهو ما اعتبرته إدارتا بوش وأوباما مقترحا “جديا وذي مصداقية وواقعيا”.
وعلى النقيض مذلك، لم تمنح إدارة ترامب بعد، التأييد لهذه المبادرة المغربية، اذ لم يعرب أي مسؤول كبير في إدارة ترامب عن رأيه في مقترح الحكم الذاتي، بصيغة أو بأخرى، في بيان عام. بل عادت وزارة الخارجية الأمريكية، مؤخرًا إلى لغة مألوفة حول قضية الصحراء الغربية، مؤكدة ببساطة دعمها لمسلسل الأمم المتحدة فيما يخص قضية الصحراء.
من المفهوم أنه بينما ظل جون بولتون مستشارًا للأمن القومي، كان من المحتمل دائمًا أن تحجب إدارة ترامب هذا النوع من التأييد الإيجابي الذي قدمته كلينتون وبوش وأوباما لجهود المغرب لحل نزاع الصحراء. شكوك بولتون، ناهيك عن العداء تجاه المغرب كانت معروفة وموثقة جيدًا. لكن جون بولتون لم يعد مسؤولًا كبيرًا في إدارة ترامب، وقد يتوقع المرء أنه بعد مغادرته، قد تميل وزارة الخارجية على الأقل إلى ابداء موقف متقدم الى الأمام حول قضية الصحراء بما يتوافق مع السياسة الأمريكية الراسخة وتوفر رأيا إيجابيًا حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي. كانت زيارة الوزير بومبو الأخيرة للرباط هي اللحظة المثالية لتجديد التزام الولايات المتحدة بحل سياسي في الصحراء الغربية ببيان إيجابي حول المبادرة المغربية، لكن للأسف، لم يحدث هذا.
ربما كانت التقارير الصحفية التي سبقت زيارة بومبو، للمغرب، دقيقة أو غير دقيقة، لكننا أدركنا الآن أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تميل إلى الاعتماد أكثر على “المكافآت النسبية” بدلاً من الالتزام بالقيم أو المواقف التي من الواضح أنها في مصلحة الولايات المتحدة.
هل ما زالت الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي لنزاع الصحراء الغربية بناءً على مبادرة الحكم الذاتي، التي كانت سياسة رسمية للولايات المتحدة منذ عام 1999، وهل توافق إدارة ترامب على التقييم الذي عبر عنه بوش وأوباما، بأن المبادرة المغربية هي بالفعل “جدية”؟ يجب على وزارة الخارجية الأمريكية الإجابة على هذه الأسئلة وإزالة أي غموض بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه قضية الصحراء، ومبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب.