القضاء السعودي يحكم بإعدام يمني هاجم عرضا مسرحيا في الرياض
أصدرت محكمة سعودية حكما بالاعدام على يمني هاجم بالسكين أربعة ممثلين أسبان خلال عرض مسرحي في الرياض الشهر الماضي وأصابهم بجروح، في هجوم هو الأول منذ حملة الانفتاح التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كما أصدرت المحكمة الجزائية حكما بالسجن لمدة 12 سنة وستة أشهر على يمني آخر على خلفية الهجوم ذاته الذي قالت السلطات إن فرع تنظيم القاعدة في اليمن أمر به.
وقالت قناة “الاخبارية” الحكومية الأحد “المحكمة الجزائية تصدر حكما ابتدائيا بقتل مرتكب الهجوم الإرهابي على فرقة استعراضية في الرياض”.
وتابعت “المحكمة الجزائية تصدر حكما ابتدائيا بسجن المتهم الثاني في قضية الهجوم الإرهابي على فرقة استعراضية بالرياض 12 عاما وستة أشهر”.
ولكن للمتهمين استئناف الحكمين الصادرين بحقها.
وكانت مدريد ذكرت أن أربعة من مواطنيها أصيبوا بالهجوم بالسكين الذي وقع في 11 نوفمبر الماضي خلال عرض مسرحي في حديقة في الرياض بالهواء الطلق.
وأظهر تسجيل مصور المهاجم، الذي ذكرت السلطات أنه يبلغ من العمر 33 عاما، وهو يعتلي خشبة المسرح ويهاجم الممثلين بسكين قبل أن يتدخل عناصر الأمن لتوقيفه.
وأوردت قناة “الإخبارية” هذا الشهر أن المهاجم اليمني تلقى أوامره من قيادي في تنظيم القاعدة في اليمن، الفرع الذي تعتبره واشنطن أحد أخطر المجموعات التابعة للجماعة المتطرفة في العالم. لكن التنظيم لم يتبن الهجوم في الرياض.
وقاد التحقيق السلطات إلى الشخص الآخر الذي لم يتضح ما إذا كان موقوفا.
وتقود السعودية في اليمن تحالفا عسكريا في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ مارس 2015. وتسببت المعارك بمقتل وإصابة آلاف المدنيين اليمنيين، بينهم من لقي حتفهم في ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف.
في عروض لم يكن من الممكن تخيل حدوثها قبل عامين فقط، تستضيف السعودية حفلات لفنانين عالميين مثل فرقة “بي تي اس” الكورية الجنوبية ومغنية البوب جانيت جاكسون ومغني الراب فيفتي سنت.
ويحذر بعض السعوديين من أن إدخال مثل هذه الإصلاحات في مجتمع محافظ للغاية، ينطوي على مخاطر.
وتندرج حملة الانفتاح بعد عقود من التشدد في إطار خطة ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد ووقف الارتهان للنفط، وخصوصا عبر جذب الاستثمارات في قطاعي الترفيه والسياحة.
ويقول مسؤولون غربيون إن الحكومة السعودية تدرس السماح بالكحول في بعض مناطق المغتربين مثل الحي الدبلوماسي في الرياض، موطن السفارات الأجنبية، فيما قد يكون بمثابة حقل اختبار قد يمتد إلى مراكز سياحية في المملكة.
لكن السلطات السعودية تنفي بشدة هذه التقارير، في وقت تفتح أبوابها للسياح الأجانب سعيا للدخول في منافسة سياحية مع دبي والبحرين، اللتين تسمحان بالمشروبات الكحولية.
ويبدو أن هناك من يعارض هذه الاستراتيجية خصوصا في صفوف المحافظين.
وأبلغ ناشطون مؤخرا عن توقيف رجل الدين عمر المقبل بعد انتقاده للهيئة العامة للترفيه لقيامها “بمسح الهوية الأصلية للمجتمع السعودي”. كما ألقى بعض السعوديين باللوم على الحفلات الصاخبة في قلة الأمطار.
وبحسب المنتقدين، فإن تخفيف القيود الاجتماعية تكتيك لجعل المواطنين يغضون النظر عن الركود الاقتصادي وتضييق الخناق على المعارضة والناشطين الحقوقيين الذين تحاكم السلطات عشرات منهم.
الى ذلك، أوقفت السلطات السعودية في الرياض بين الاثنين والسبت أكثر من 200 شخص بينهم عشرات النساء واصدرت عقوبات بحقهم، على خلفية ارتداء “ملابس غير لائقة” والقيام بمخالفات “خادشة للحياء” وقضايا تحرش، وفق الشرطة.
وهذه أول توقيفات جماعية يعلن عنها في المملكة المحافظة منذ بدء سلسلة التغييرات الاجتماعية بقيادة ولي العهد الذي تعهد قبل عامين إنهاء عقود من التشدد.
ولم تحدد الشرطة ماهية العقوبات التي تم تطبيقها على كل من الموقوفين، أو مدد توقيفهم.
المصدر: الدار ـ أ ف ب