ترامب يتوعّد إيران مجدّدا بـ”انتقام كبير” متحدّيا الكونغرس
نانسي بيلوسي: مجلس النواب الأميركي سيصوت للحد من تحركات ترامب العسكرية تجاه إيران
أصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد على تهديده باستهداف مواقع ثقافية إيرانية محذرا من “انتقام كبير” إذا ردت إيران على قتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.
وتأتي تهديدات ترامب بعد إعلانه أن الولايات المتحدة حددت 52 موقعا إيرانيا “بعضها على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية” سيضربها الجيش إذا استهدفت إيران أي أميركيين أو أي أصول أميركية ردا على مقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني.
….targeted 52 Iranian sites (representing the 52 American hostages taken by Iran many years ago), some at a very high level & important to Iran & the Iranian culture, and those targets, and Iran itself, WILL BE HIT VERY FAST AND VERY HARD. The USA wants no more threats!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 4, 2020
وقال ترامب على “تويتر”: “إيران تتحدث بجرأة شديدة بشأن استهداف أصول أميركية محددة للرد على قتل سليماني”، مضيفا: “يستخدمون قنابل ويفجرون مواطنينا ولا نمس مواقعهم الثقافية؟ هذا لا يصح”.
وأجاب الرئيس الأميركي عند سؤاله عن رد إيراني محتمل “إذا فعلوا أي شيء فسيكون هناك انتقام كبير”.
ويدافع ترامب ومستشاروه عن الضربة الجوية الأميركية التي قتلت سليماني وزادت التوتر بالمنطقة.
ويقول ترامب إن سليماني كان يخطط لهجمات ضد أميركيين مضيفا أنه يدرس نشر تقارير المخابرات التي دفعته لإصدار الأمر بقتله.
تحدّ للكونغرس
وفي ردّه على انتقادات خصومه الديمقراطيين الغاضبين لأنه لم يتم ابلاغهم مسبقا بالضربة التي أدت الى مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني، أجاب الرئيس الأميركي إنه ليس بحاجة إلى ضوء أخضر من الكونغرس الأميركي.
وقادت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي رد الفعل العنيف ضد قرار ترامب السماح بضربة شنتها طائرة دون طيار ضد سليماني في بغداد، وهي عملية أبلغ ترامب الكونغرس رسمياً عنها يوم السبت بعد حوالي 48 ساعة من العملية.
وأعلنت بيلوسي إن المجلس سيطرح وسيصوت هذا الأسبوع على قرار لصلاحيات الحرب يهدف للحد من تحركات الرئيس دونالد ترامب العسكرية تجاه إيران.
وأوضحت بيلوسي في بيان في وقت متأخر الأحد أن “القرار يشبه القرار الذي قدمه السناتور تيم كين في مجلس الشيوخ”.
وأضافت “سيعيد (القرار) التأكيد على مسؤوليات الكونجرس الإشرافية الراسخة منذ فترة طويلة”.
وكانت بيلوسي قد اعتبرت أن قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية، يهدد بإحداث “تصعيد خطير للعنف”.
ومن جانبه ردّ ترامب على الانتقادات التي وجهتها بيلوسي إليه عبر تويتر، وسيلته المفضلة للتواصل، قائلا إن تغريداته هي بمثابة إخطار رسمي للكونغرس في حال قرر ضرب إيران.
وفي إشارة منه إلى تغريداته، كتب ترامب “هذه المنشورات الإعلامية تكون بمثابة إخطار للكونغرس الأميركيّ بأنّه إذا ما أقدمت إيران على ضرب أيّ شخص أو هدف أميركيّ، فإنّ الولايات المتحدة في المقابل ستضرب بسرعةٍ وبقوّة كاملة، وربما بطريقةٍ غير متناسبة”.
These Media Posts will serve as notification to the United States Congress that should Iran strike any U.S. person or target, the United States will quickly & fully strike back, & perhaps in a disproportionate manner. Such legal notice is not required, but is given nevertheless!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 5, 2020
وغالبا ما يؤيد الحزبان الديمقراطي والجمهوري العمليات العسكرية الكبرى التي تشنّها القوات الأميركية خارج البلاد، على غرار ما حصل في عام 2011 حين قتلت قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.
لكن هذا النوع من التوافق تلاشى في السنوات الأخيرة، وقد أظهر الهجوم الذي وقع في بغداد وأدى إلى مقتل سليماني مدى الاستقطاب الحاد في الكونغرس الأميركي.
ولم يتمّ إطلاع بيلوسي ولا كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر مسبقًا بعملية استهداف سليماني. وقالت بيلوسي بغضب إن ذلك حصل “دون استشارة الكونغرس”.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لشبكة ايه بي سي “أنا قلق للغاية (..) لا أعتقد أن الرئيس لديه السلطة لإعلان الحرب (…) دون موافقة” الكونغرس.
بدوره أفاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن أي عمل عسكري أميركي مقبل ضد إيران سيكون ضمن إطار القانون الدولي، وذلك بعد تهديد ترامب بضرب مواقع ثقافية إيرانية.
وأشار بومبيو إلى أن الإدارة بدأت إطلاع قادة الكونغرس على مبررات الضربة الأميركية ووعدت “بإبقائهم مطلعين بشكل كامل”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة ستسعى للحصول على إذن لأي عمل عسكري جديد، قال بومبيو لقناة إيه بي سي “لدينا كل السلطة التي نحتاجها لكي نفعل ما قمنا به حتى الآن. سنواصل القيام بالأشياء بشكل مناسب وقانوني ودستوري”.