الدين في السوق.. والتجار كثيرون!
الدار/ عبد الإله سلامة
صرنا أمة مضحكة بالفعل، وعندما انتهينا من إضحاك الأمم علينا في كل المجالات، لم يبق لنا غير الدين، فحولناه إلى أضحوكة، وعوض أن يكون الدين نبراس حياة، فقد جعلنا منه “سيتكوم” هزلي طويل الحلقات، في تلفزيون “بْلازما” عريض من المحيط على الخليج، أما من يتفرج علينا فهو جمهور العالم كله.. في القارات الخمس.
على صفحات اليوتوب وعلى مواقع التواصل وفي كل الصفحات يتنابذ المسلمون بالألقاب والشتائم، السنة ضد الشيعة والشيعة ضد السنة والسنة ضد السنة والشيعة ضد الشيعة.. والجميع ضد الجميع..
على البرامج الدينية في الفضائيات فتاوى حمقاء وتحليل أكل لحم الجن ورضاع الكبير وأشياء كثيرة جدا تثبت أننا فعلا امة ضحكت من جهلها الأمم.. من دون أن ينسى فقهاء الضحك إخبارنا برسالة عمر بن الخطاب يهدد فيها نهر النيل ورجم صحابي لقردة زانية والثعبان الأقرع واشياء كثيرة.
العبث الذي يحدث الآن يبدو أنه لن ينتهي قبل ألف عام أو يزيد. يعني ينبغي أن ينخرط أحفاد أحفاد أحفادنا وأحفاد أحفادهم وما يزيد عن ذلك من أجيال كثيرة في كل هذا الضياع الديني والحضاري الذي ابتدعه منحطون أرادوا أن يغرقوا الناس في تخلف أبدي وصراع أزلي.
هؤلاء “العلماء” الحمقى الذين يظهرون على شاشات التلفزيون بأزيد من خمسة آلاف دولار للحلقة الواحدة أحيانا، يرغدون ويزبدون ثم يبكون أو يتظاهرون بذلك، وفي مواسم العطل يتجولون في مختلف أمصار أوربا والعالم لكي يوصلوا حمقهم إلى الجاليات المسلمة التي أفلتت منهم في بلدانهم الأصلية، فلاحقوها في بلدان المهجر، مثل أي وباء عابر للحدود لا يترك ولا يذر.
نذكر كبار العلماء المسلمين في الجبر والطب والاختراعات المتنوعة، فلا يكاد يعرفهم أحد، بينما يتجمع الناس كجحافل الذباب على أعتاب من يسمون أنفسهم علماء دين يفتون في شؤون الدنيا والدين والإنس والجان ويتعاركون من أجل أحداث جرت قبل ألف وخمسمائة عام ويرسلون آلاف الشباب إلى أتون حروب مجنونة باسم الجهاد حتى يعجلوا لقاءهم بالحور الحين في الجنة، إلى درجة صرنا نشك إن كان فقهاء السوء يؤمنون بها أصلا، وهم الذين عوضوها بجنتهم على الأرض وهم يتنقلون بين بلاط وبلاط وحور وحور ومحراب من فضة وآخر من ذهب.