اليمين الإسباني يقرع الطبول ضد المغرب بسبب الحدود البحرية
الدار/ رضا النهري
في تزامن مع تصويت مجلس النواب المغربي على ترسيم الحدود البحرية في الجنوب، بدأت في إسبانيا حملة إعلامية تقودها أحزاب اليمين، التي تتحدث عن “الرغبات التوسعية للمغرب”، على الرغم من أن عملية الترسيم من الجانب المغربي تتوافق مع القوانين الدولية في هذا المجال.
واعتبرت صحف إسبانية مقربة من اليمين، مثل “أ ب س” و”لاراثون” وإيل موندو”، أن المغرب يعتزم المسارعة إلى استغلال آبار الغاز والبترول في المنطقة، بمحاذاة جزر الخالدات (الكاناري)، الخاضعة للسيادة الإسبانية.
وتحس أطراف يمينية إسبانية معادية، كالعادة، لمصالح المغرب السياسية والاقتصادية، بقلق كبير من واقع الإجماع، شعبيا ورسميا، الذي يحظى به مشروع ترسيم الحدود البحرية قبالة جزر الخالدات، حيث يعتزم المغرب ترسيم حدوده إلى مسافة 350 ميلا بحرية، وفق ما تقضي به القوانين الدولية في هذا المجال.
وعلى الرغم من أن الحكومة الإسبانية، التي يقودها الاشتراكي بيدرو سانشيز، تبدو غير قلقة من ترسيم المغرب لحدوده البحرية الجنوبية، إلا أن أحزاب اليمين واليمين المتطرف تقرع الطبول وتعتبر قرار المغرب اعتداء على السيادة البحرية الإسبانية، مشيرة إلى أن المغرب لم يستشر إسبانيا في قراره,
وتأتي حملة اليمين الإسباني ضد المغرب على بعد بضعة أيام فقط من الزيارة الرسمية المرتقب أن تقوم بها وزيرة الخارجية الإسبانية في الحكومة الجديدة، آرانتشا غونزاليس لايا، إلى المغرب، وهي أول زيارة لها خارج حدود الاتحاد الأوربي منذ تشكيل الحكومة الاشتراكية قبل بضعة أيام.
وتروم حملة اليمين الإسباني إلى وضع الخارجية الإسبانية تحت الضغط، من أجل كسب رهانين في وقت متزامن، وهو أن يكسب اليمين صيتا داخليا باعتباره المدافع عن المصالح الاقتصادية والسياسية الإسبانية أمام جاره الجنوبي، والثاني وضع العلاقات المغربي الإسبانية بين فكّيْ كماشة من اجل تأزيمها، في وقت عبرت الحكومة الجديدة عن رغبة واضحة في رسم علاقات مستقبلية متميزة مع المغرب.