لهذه الأسباب تعتبر اللغة العربية من اصعب لغات العالم
في مقارنةٍ بين الإنجليزية والعربية، نجد أن الإنجليزية لا تفرق بسهولة بين الجنسين في كثيرٍ من مفرداتها، فليست هناك علامات مميزة تفصل الكلمة المذكرة عن المؤنثة، أما في العربية فبسهولة جداً تتميز المفردات المؤنثة بالتاء المربوطة، كما أن إضافة الضمائر في نهاية الأفعال يسهّل جداً التفريق بين الأسلوبين المباشر وغير المباشر.
أما جمل اللغة العربية فهي غالباً ما تحظى بالسهولة والترتيب، فهي إما اسمية من مبتدأ وخبر، أو فعلية تبدأ بالفعل ثم الفاعل فالمفعول به، أما الجملالإنجليزية فتبدأ بالفاعل ثم الفعل ثم المفعول به.
مواضع الصعوبة في اللغة العربية
إذن لماذا لا يستطيع المتحدثون بالإنجليزية التعامل مع اللغة العربية بسهولة؟ ولماذا صنّفوها ضمن أصعب لغات العالم؟ هذا ما ستتم الإجابة عنه في النقاط التالية :
1- المفردات
أصعب ما في اللغة العربية مفرداتها! فهي لغة غنية جداً بالكلمات، ومهما تعلّمت منها فلن تحصي كلماتها! كما أن الكلمة لا تقف عند معناها، لأن العربية هي أغنى لغات العالم بالمترادفات، فعندما تسمع كلمة ( عسل ) لا يخطر ببالك أن للعسل ثمانين اسماً في العربية! و للأسد خمسمئة! أما السيف فنصيبه من اللغة العربية أكثر من ألف اسم!
هذا فضلاً عن المتضادات، والتثنية التي لا توجد في الإنجليزية، والجمع الذي لم يقتصر على جمع مذكر ومؤنث فقط بل كسر القواعد أيضاً بجمع التكسير الذي لا تعرفه إلا العربية!
2- الحروف
عدد حروف اللغة العربية ضئيلٌ جداً بالنسبة لآلاف الحروف في الصينية واليابانية! ولكن صعوبة حروف اللغة العربية تكمن في أشكالها، في النقاط التي إن وضعت وصفت حرفاً وإن أزيلت تحوّل الحرف إلى حرفٍ آخر، في طريقة الكتابة التي جعلت للحرف شكلاً معيناً بحسب موضعه في الكلمة، كما أن هناك حروفاً يمكن وصلها في مواضع معينة وأخرى لا يمكن وصلها في نفس هذه المواضع!
كما أن العربية لا تستعين بالأحرف الساكنة إلا عند المد فقط، أما طريقة نطق الحروف فتعتمد على تشكيل الحروف، والتي تشكل مشكلة أخرى لا يتقنها إلا من درس النحو و إعراب الكلمات!
3- الثنائية اللغوية
للعرب في كلامهم صفتان، الثنائية اللغوية والازدواجية اللغوية، أما الازدواجية اللغوية فمعناها أن يتحدث الشخص لغتين مختلفتين في نفس الوقت، وهذا ما يحدث في البلاد العربية، فنحن نجمع ما بين العربية في التعاملات الاجتماعية، والإنجليزية في العمل والدراسة! ولعلنا اكتشفنا في هذا المقال أن هاتين لغتين متضادتين تماماً.. ولكننا نجمع بينهما!
أما ما نريد التحدث عنه هنا هو الثنائية اللغوية، أي أن الشخص يتحدث بلهجتين مختلفتين لنفس اللغة! لهجة فصحى وأخرى عامية، وقد يكون للبلد الواحد أكثر من لهجة! فالسعودية مثلاً تجمع بين اللهجة الخليجية في بعض مناطقها، واللهجة الحجازية في إقليمي الحجاز و تهامة، واللهجة النجدية في إقليم نجد! كما تجمع مصر أيضاً بين لهجات مختلفة، وكما تجمع بلاد الشام، وغيرهم !
وغير العرب عندما يتعلمون العربية فهم يتعلمونها بالفصحى، حتى إذا أقدموا للتحدث مع عربيّ فسيكتشفون أن العرب يتحدثون العربية بشكلها العامي وليس بالفصحى! وأن العامية تنقسم إلى عشرات اللهجات التي لا أستطيع أنا أن ألم بها! فنحن نتعلم في مدارسنا لغةً غير تلك التي نمارسها في حياتنا اليومية..
وهذا بالنسبة لبعض الناس أمرٌ جيدٌ وبالنسبة لآخرين كارثة! ولعل من أهم الأمثلة أفلام ( والت ديزني ) التي كانت في السنوات الماضية تدبلج باللهجة المصرية، أما الآن فبدؤوا بدبلجتها بالفصحى، لأنها طريقة الكلام الوحيدة التي تجمع بين العرب كلهم!
كل هذه الأسباب جعلت اللغة العربية تصنّف ضمن أصعب اللغات على مستوى العالم بالنسبة لغير العرب.
المصدر: الدار- وكالات