حوادث

مقتل سائحتين في إمليل.. الخطر الإرهابي ما زال يهدد المغرب

الدار/ ترجمة حديفة الحجام

عثرت الشرطة المغربية على جثتي شابتين من هواة المشي اسكندنافيتين عليها آثار عنف بالسلاح الأبيض على مستوى العنق في مكان معزول بجبال الأطلس. وكانت لويسا فيستراجير جيسبيرسين، طالبة دنماركية في الـ 24 من عمرها، ومارين ويلاند، نرويجية في الـ 28 من عمرها، توجهتا في عطلة لمدة شهر في المغرب. وضربت الصديقتان خيماتهما في تلك المنطقة الجبلية التي تبعد بعشرة كيلومترات عن إمليل، وهي قريبة صغيرة معروفة بكونها آخر محطة قبل تسلق قمة توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا.

وبعدما طرحت السلطات في البداية فرضية العمل الإجرامي، أدى نشر مقطعين مصورين على الشبكات الاجتماعية إلى ترجيح مسار الدافع الإرهابي، وهي الذي يتخوف منه المغرب وهو الذي لم يتعرض لأي هجوم إرهابي منذ سنة 2011.

وصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي "أنه فعل إجرامي إرهابي غير مقبول ولا يتماشى وقيم المغاربة ولا قيم المنطقة التي ارتكب فيها".

وأفادت المصالح الأمنية أن شخصا واحدا من بين المشتبه فيهم الأربعة الموقوفين ينتمي إلى جماعة إرهابية متطرفة.

مبايعة أبو بكر البغدادي

ويظهر في شريط لمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية يجري تداوله على تويتر وتيليغرام واطلعت "لوموند" عليه، مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص أمام الكاميرا في غرفة مظلمة مع علم الدولة الإسلامية مصنوع باليد معلق على الحائط.

ويتشابه أربعة منهم مع صور المشتبه فيهم ممن أوقفتهم الشرطة ونشرتها الصحافة. وأكد واحد منهم أن الخلية استجابت لدعوات "أمير المؤمنين، أبو بكر البغدادي"، زعيم الدولة الإسلامية، و"دعما لإخواننا في العالم، سيما إخواننا في هجين [مدينة دمرها طيران التحالف]". وهي آخر مركز حضري للقيادة تابع للدولة الإسلامية سقطت في أيدي قوات سوريا الديموقراطية أواسط شهر أكتوبر. بعد ذلك قدم الرجال الأربعة الولاء لأبي بكر البغدادي. وحسب الوكيل العام للملك، فقد صوّر الشريط في الأسبوع الماضي.

شريط جد مروع

وأشارت المصالح الاستخباراتي الدنماركية في بلاغ لها يوم الخميس أنها حللت الشريط الأول الذي انتشر مساء يوم الأربعاء، من دون "أن تتمكن من الإدلاء بأي تعليقات أخرى عن مدى صحته". ويظهر الشريط المروع الذي اطلعت "لوموند" عليه أيضا، قتل إحدى السائحتين وذبحها وهي حية. وتلفظ أحد الجلادين حينها بجملة واحدة: "من أجل إخوتنا في هجين".

وهزت هذه الجريمة المزدوجة المصالح الأمنية المغربية. وجعل المغرب من مكافحة الإرهاب أولية له بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت الدار البيضاء سنة 2003 (33 قتيلا) ومراكش سنة 2011 (17 قتيلا).

وبالإضافة إلى تقوية الجهاز الأمني وترسانته التشريعية، عبر إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية (بسيج) سنة 2015، أغلقت المملكة التأطير الديني عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية القوية التي تتحكم في أماكن العبادة، وكذا تأسيس المجلس الأعلى للعلماء.

"طعنة في ظهر المغرب"

ومنذ ذلك الحين والسلطات المغربية تتواصل بصورة دورية بخصوص الإمكانيات المخصصة وتشير بكونها فككت أزيد من 50 خلية إرهابية، نصفها مرتبط بتنظيم الدولة. وأدان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم الخميس قتل السائحتين الاسكندنافيتين بكونه "طعنة في ظهر المغرب والمغاربة".

وهي ضربة موجعة للسياحة التي تمثل قطاعا أساسيا في الاقتصاد الوطني –10 في المئة من ثروة البلد وثاني مشغّل بعد الفلاحة. فبعد سنوات من حالة شبه الجمود، سجّل المغرب سنة 2017 رقما قياسيا فيما يخص الزائرين بلغ 11.35 مليون سائح، جذبتهم صورة بلد آمن في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى