الوداد “الديبلوماسي” يصالح بين المغرب وجنوب أفريقيا
الفريق الأحمر نجح في إصلاح ما أفسدته السياسة بين البلدين
صلاح الكومري
نجح الوداد الرياضي لكرة القدم، في التقريب بين المغرب وجنوب إفريقيا، وأصلح ما أفسدته السياسة بين البلدين، بحيث أن الفريق ، وعلى مدار السنوات الأخيرة، أصبحت له مكانة محترمة جدا لدى مشجعي فريق “صن داونز”.
طيلة السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ 2017، خاض الوداد الرياضي 10 مباريات مع فريق “صن داونز”، إذ واجه الأخير أكثر من أي فريق أفريقي آخر، وعلى مدار جميع المباريات العشر، جمعت لاعبي ومشجعي الوداد و”صن داونز”، علاقات ودية، غلبت الجانب الرياضي الإنساني على الخلافات السياسية التي تجمع البلدين.
حين سئل بيتسو موسيماني، مدرب “ماميلودي صن داونز”، عن الخلافات السياسية بين المغرب وجنوب أفريقيا، في ظل المباريات الكثيرة التي يخوضها الوداد و”صن داونز”، رد بأنه لا يهتم لهذه الأمور، وبأن الشعب المغربي، وأنصار الوداد الرياضي خاصة، يستقبلون فريقه بترحاب كبير في المغرب، ولم يسبق له أن لمس أدنى مشاكل في المملكة.
وقال المدرب الجنوب أفريقي، في هذا السياق: “لا أعرف دواعي معاداة جنوب إفريقيا للمغرب، هناك أمور سياسية لا أود أن أخوض فيها، لكن يجب أن نشير إلى أن المغرب يخصص استقبالا محترما لفريقي ماميلودي سان داونز، ولم يسبق لنا أن وجدنا أدنى مشاكل هناك”، مضيفا: “لنكن صريحين، توالي المباريات بين سانداونز والوداد، جعلت الشعبين يتعرفان على بعضهما بشكل أكبر، ويمكن أن نقول إننا تخلصنا من العداء الذي كان يلازم العلاقات بين البلدين منذ سنوات طويلة”.
وأضاف موسيماني، في السياق ذاته: “كرة القدم كفيلة بتوحيد الشعوب، لذلك أنا أعتبر نادي الوداد بمثابة فريقي الثاني، رأيتم ماذا فعل الوداديون بملء الملعب وإثارة الصخب في المدرجات (ذهابا). لقد قاموا أيضا بترديد إسمي، والتصفيق لنا بحرارة”.
خلال الزيارات الأخيرة لفريق “ماميلودي صن داونز” إلى المغرب، أبدى المدرب موسيماني إعجابه الكبير بجمهور الفريق، وأكثر من ذلك، فقد أصبحت ترطبه علاقات صداقة مع أنصار الوداد، خاصة وأنهم تغنوا باسمه في المباراة قبل الأخيرة بين الفريقين، في ملعب مركب محمد الخامس، في السابع من شهر دجنبر الماضي، وبدوره بادرهم بتحية ترمز لشعار الوداد.
كما أصبحت تجمع موسيماني علاقة صداقة مع جميع لاعبي الوداد الرياضي، وعلى رأسهم إبراهيم النقاش، الذي حظي بتكريم خاصة من طرف إدارة النادي الجنوب أفريقي، إذ تم منحه قميص الفريق يحمل اسمه ورقمه.
فريق الوداد الرياضي، وعلى مدار تاريخه، كان سفيرا ديبلوماسيا للمملكلة المغربية في الكثير من الدول، خاصة الأفريقية، حيث نجح في إصلاح ما أفسدته السياسة، مع العلم أنه، كان، منذ تأسيسه، أحد رموز الحركية الوطنية، وهذا ما أكده، أخيرا، يوسف العمراني، سفير المغرب في جنوب إفريقيا، في تصريح لقناة الوداد، إذ قال: “الوداد الرياضي البيضاوي، لديه تاريخ قديم في العمل السياسي، وهو مدرسة كذلك في الحركة الوطنية، لأنه لا يجب أن ننسى أن الوداد، كان النواة الأولى، وعمله عمل سياسي”.