أكراد سوريا يسلمون روسيا أطفالاً من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية
سلّمت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا الخميس 35 طفلاً روسيا يتيماً من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية إلى ممثلين عن حكومة بلادهم، وفق ما أعلن مسؤولان من الجانبين.
وقال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوفد الروسي في مدينة القامشلي إنه تمّ تسليم “35 طفلاً وطفلة من الأيتام الذين يحملون الجنسية الروسية، بعدما تم التأكد من هوياتهم عبر اجراء عمليات الحمض النووي” العام الماضي.
وتتراوح أعمار الأطفال بين أربع و16 سنة، وفق مسؤولة كردية من مخيم الهول حيث كانوا يقيمون. ويؤوي المخيم نحو 68 ألف شخص بينهم آلاف الأجانب من نساء وأطفال من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب. وقبل خروج الأطفال الروس، كان عدد الأيتام في المخيم 224 طفلاً وفق إدارته.
ووصل الوفد الروسي إلى القامشلي برفقة عسكريين روس ولجنة طبية تولت اجراء فحوصات للأطفال قبل صعودهم إلى حافلة كبيرة، ويحمل بعضهم أكياساً وثياباً شتوية، وفق ما شاهد مراسل وكالة فرانس برس.
وأبدت آنا كوزنتسوفا، مفوضة حقوق الطفل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحافي، سعادتها ل”التعاون” مع الإدارة الذاتية الكردية في سوريا بعد اتمام عملية اجلاء كل الأطفال الروس من العراق.
وروسيا بين الدول السبّاقة التي بدأت في إعادة رعاياها الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق المجاور والبالغ عددهم نحو 4500 شخص.
وتعهّدت كوزنتسوفا مواصلة عملية الترحيل من سوريا. وقالت “أنا واثقة من أن العمل بهذه الطريقة سيمكننا من إكمال هذه المهمة”.
وأضافت “كل الأطفال والمواطنين الروس سيعودون إلى بيوتهم” مضيفة أن العودة يجب أن تطال “لا المواطنين الروس فحسب بل كل الصغار الذين باتوا اليوم أسرى هذا الوضع المخيف”.
وتؤوي المخيمات الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا 12 ألف طفل وامرأة من عائلات الجهاديين الأجانب، غالبيتهم يقطنون في مخيم الهول.
ومنذ إعلانهم القضاء على “خلافة” التنظيم المتطرف في مارس، يطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين. إلا أن غالبية الدول، وخصوصاً الأوروبية، تصر على عدم استعادة مواطنيها.
واكتفت دول أوروبية عدة، بينها فرنسا، باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين. ودعا محققون تابعون للأمم المتحدة الشهر الماضي لإعادة آلاف الأطفال من أبناء الجهاديين إلى بلدان ذويهم كونهم و”على وجه الخصوص” في “وضع خطر”.
وفي العام 2019 وحده، توفي 517 شخصاً بينهم 371 طفلاً وضمنهم أجانب في مخيم الهول، وفق الهلال الأحمر الكردي جراء أسباب عدة أبرزها سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية لحديثي الولادة.
المصدر: الدار ـ أ ف ب