طلحة جبريل
عاد السودان ليشغل العالم بلقاء لم يكن في الحسبان. لقاء جمع البرهان مع نتانياهو. لن أدخل في تفاصيل لقاء لم تتضح تفاصيله بعد.
لكن لنطرح بعض الأسئلة ، عن هذا “االسودان”.
بلد يطارد نفسه دون كلل.
شعب يزيح الجبال، وسرعان ما ينسى لماذا أزاحها.
معظم أحزابه جربت الانقلابات، وهي الأحزاب نفسها التي تعود لتتحالف ضد الإنقلابات.
لا حديث في مجالسه سوى السياسة، لكن السياسة تحديداً هي التي تجعل ناسه يتقاتلون.
هذا السودان.. ما هذا السودان؟
فيه الكثير من الثنائيات.
أول دولة في تاريخه كانت ثنائية،عندما تحالف العرب والفونج، وكانت “دولة سنار”.
الحكم الاستعماري كان ثنائيا
الحكومات المدنية كانت ثنائية.
بعد الاستقلال توزع البلد على قسمين، جنوب متمرد، وشمال بائس يحكم.
عاصمته ثنائية، بين امدرمان العاصمة الوطنية والخرطوم العاصمة الإدارية.
نيلان في نيل واحد، واحد “ابيض” وآخر”ازرق”، حتى عندما يندمجان يسيران مسافة جوار بعضهما بعضاً في ثنائية جغرافية مدهشة.
بلد في قارة.. وقارة في بلد.
قبائل واعراق متجانسة متساكنة إذا أرادت،ومتنافرة متقاتلة إذا شاءت. قيل انه جماع بين “الغابة والصحراء”.. و”الماء والرمال” و”السهول والجبال”، هي ثنائية أخرى.
صدفه الجغرافية لا تنتهي، وعيه يزدحم بالمتناقضات.
هذا السودان.. ما هذا السودان؟
عجيب أمره، فقره في غناه، وغناه في فقره.
يرفد الدنيا بأخباره، ولا يعرف أخباره.
وصفه ابرز كتابه بأنه “الوطن الحبيب اللعين” وقال فيه أحد الساسة”بأنه شجرة نأوي إليها حين يشتد الهجير، ونقذفها بالحجارة حين يهدأ الحال لنلتقط ثمارها”.