شبان من تطوان يضعون علامات تشوير في جبال شمال المغرب
الدار/ حديفة الحجام
جبل تيزيران وجبل القرع (أعلى قمة في شفشاون) وجبل موسى وجبل بوزيتون وقمة تسوكا.. تلك بعض المرتفعات المغربية التي وصل إلى قممها محبو رياضة تسلق الجبال. ويبلغ في سبتة المحتلة عدد من اعتادوا تنظيم أنشطة يشارك فيها عشاق لا يجدون أي سبب للانضمام لأي نادي بعينه. ويحدث الشيء نفسه، في المغرب، حيث ما يفتأ عدد المغاربة الراغبين في التعرف على هذه الجواهر الطبيعية الرائعة في الارتفاع أيضا. وهي جواهر من السهل اليوم تحديدها والتعرف عليها بفضل قيام ثلاثة أشخاص من سكان تطوان بوضع علامات مكتوب عليها اسم الجبل وارتفاعه.
عرفة السقاي، الذي يعمل في الحدادة بمدينة تطوان، وزايد الريفي ومحمد النكراج، هم أصحاب مشروع حصلوا لتنفيذه على مساعدة أصدقاء لهم من وادي مارتيل: يوسف بلحسن ومحمد الإدريسي ومحمد فارس. أناس بسطاء من الواجب تقدير علمهم، إذ حوّلوا بحركات يعترف بها ويقدرها كل من يتسلقون تلك القمم الجبلية في الريف ونقط أخرى في الشمال، وذلك عن طريق التقاط صور بالقرب من علامات التشوير الحديدية.
وفي تصريح له لموقع "إلفارو" الناطق بالإسبانية، قال الصانع التقليدي عرفة السقاي إنهم وضعوا خمس علامات وما زالوا يشتغلون لوضع ثلاث أخرى في القريب العاجل. وستوضع هذه التحف اليدوية الخارجة من ورشته الخاصة في كل من جبال بليونس وتطوان وشفشاون، وسيستمرون إلى أن يصلوا مناطق العرائش. كيف جاءت الفكرة؟: "كنا في مدينة القنيطرة، في أحد المرتفعات وهناك راودتنا فكرة وضع الأسماء والارتفاعات… وفعلناها"، يقول بكل تواضع.
ويريد هؤلاء الفتية بهذه الطريقة من كل عشاق الجبل فعل نفس الشيء، فهو عمل قاموا به من أعماق قلوبهم، دون الاعتماد على مساعدة خارجية، منطلقين في ذلك من عمل صناع يدويين يدفعهم الحب والرغبة في القيام بحركة تكون محط تقدير كل عشاق الجبل ممن يعيشون على جانبي الحدود الفاصلة بين المغرب وسبتة المحلتة، وتلقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تقدير وتثمين للالتفاتة سيستفيد منها عدد كبير من الأشخاص.