البرلمان العراقي يستعد للتصويت لمنح الثقة للحكومة المقبلة
أعلن مجلس النواب العراقي الإثنين أنه سيعقد جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي الخميس المقبل، فيما حض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصال هاتفي علاوي على حماية الجنود الأميركيين وتلبية مطالب المحتجين العراقيين الذين يتظاهرون منذ أشهر.
وفيما يشهد العراق أزمة سياسية تتعلق بتشكيل حكومة جديدة، هدد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بتنظيم احتجاجات عند المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب في حال عدم منح الثقة للحكومة هذا الاسبوع.
واكد البرلمان في بيان، تحديد الخميس موعد لجلسة التصويت على منح الثقة للحكومة بعدما دعا علاوي ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي لعقد الجلسة الاثنين، لكن يبدو ان البرلمان لم يتفق على هذا الموعد.
فقد دعا النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، العضو في تحالف سائرون الذي يدعمه الصدر، إلى عقد جلسة الاثنين لكن رئيس البرلمان محمد الحلبوس عارض الامر وطلب عقدها في وقت لاحق.
وفي أول تعليق أميركي بخصوص محمد علاوي منذ تكليفه في الأول من فبراير، كمرشح توافقي، قال بومبيو إنه أبلغه في اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة تدعم أن يكون العراق “قويا وسياديا ومزدهرا”.
وتوقفت المفاوضات السياسية بين الاحزاب الشيعية والسنية بشأن مسألة تواجد الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 5200 في العراق.
وصوت مجلس النواب على قرار طردهم من البلاد فيما يدعم الأكراد بقاءهم وبشكل خاص لمحاربة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتيغوس في بيان إن بومبيو “شدد على واجب العراق حماية الولايات المتحدة ودبلوماسيي التحالف وعناصره ومنشآته”.
وتحدث بومبيو مع علاوي بشأن “ضرورة أن تضع الحكومة العراقية المقبلة حدا لقتل متظاهرين وتحقيق العدالة للذين قتلوا وجرحوا وتلبية مظالمهم المشروعة”، وفقا للمتحدثة.
فيما وصف مكتب رئيس الوزراء العراقي المحادثة مع بومبيو بأنها اتصال للتهنئة. ولم تعبر وزارة الخارجية الأميركية عن التهاني صراحة لكنها وصفت علاوي بأنه “رئيس الوزراء الجديد”.
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر احتجاجات غير مسبوقة قتل خلالها حوالي 550 شخصا واصيب 30 الف اخرين، معظمهم من المتظاهرين.
وقُتل متظاهر مساء الأحد برصاص قوات الأمن في ساحة التحرير الرمزية وسط بغداد.
وأصيب مؤخراً أحد مصوري وكالة فرانس برس برصاص بنادق صيد انطلقت من مواقع تواجد قوات الشرطة، فيما تقول السلطات تقول إن مسلحين مجهولي الهوية يطلقون النار على المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء.
من جانبها، نددت الأمم المتحدة باستخدام هذه الأسلحة غير القانونية.
وتراجعت العلاقات بين بغداد وواشنطن الى أدنى مستوياتها، بعد ان اثارت الولايات المتحدة غضب القادة العراقيين اثر توجيه ضربة بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد.
وتصاعد التوتر بعد أن أطلقت إيران عدة صواريخ على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق، مع تقارير عن هجمات جديدة في الأسابيع الماضية.
وندد القادة الأميركيون باعتراض العراق على قتل سليماني على أراضيه، وهدد الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية في حال قامت بغداد بإخراج الجنود الأميركيين البالغ عددهم 5200 عنصر من البلاد التي تشهد فوضى منذ غزو الولايات المتحدة للاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
ورفض بومبيو طلبا من رئيس الوزراء المنتهية ولايته عادل عبد المهدي، إرسال وفد لمناقشة سحب القوات وقال علنا إن العديد من القادة العراقيين طلبوا في مجالس خاصة بقاء القوات الأميركية.
ودفعت الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها بغداد ومدن الجنوب، التي تطالب باصلاحات سياسية شاملة وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على مقدرات البلاد منذ 17 عاما، إلى استقالة عادل عبد المهدي في ديسمبر.
على الصعيد ذاته، ندد المتظاهرون باختيار علاوي الذي شغل منصب وزيرا للاتصالات خلال السنوات الماضية، باعتباره مقرباً من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها منذ أشهر.
المصدر: الدار ـ أ ف ب