أطفال الأيزيديات المغتصبات على أيدي داعش يرفضهم مجتمعهم
لن تمض اللحظات كعادتها بعد الآن بالنسبة لأم تضطر لأن تترك طفلها وتمضي للمجهول. لكن المشهد، رغم قسوته، أصبح معتادا بالنسبة للسورية نجاح حسين المسؤولة عن مركز حماية الطفل في محافظة الحسكة.
هؤلاء الأمهات اللائي لا يملكن سوى الدموع والصرخات المكتومة هن نساء أيزيديات تعرضن للإغتصاب والخطف وأصبحن حوامل من مقاتلي داعش خلال هجومهم على الطائفة الأيزيدية في العراق عام 2014.
وتم نقلهن إلى مخيمات الاحتجاز في الحسكة، التي يعيش فيها آلاف من زوجات التنظيم وأطفالهم.
وبعد جهود تحريرهن من المخيمات، أصبحن مضطرات إلى هجر أطفالهن، إذعانا لأوامر من المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى.
وقالت نجاح حسين مسؤولة مركز حماية الأطفال في الحسكة: “المرأة الأيزيدية لما تيجي لعندنا وتتحرر من المخيم تيجي تسلم طفلها،النقطة الأساسية إللي بنعاني منها حنان الأم وهالدموع وعم تبكون شنون تاركة طفلها وتروح”.
أضافت:”المجلس الروحاني عندن اعتقادات وعادات وتقاليد إنه هالولاد مو ولادنا.. الأب مو منتمي للإيزيديين، مشان هيك ما يتقبلوا هالأولاد أبدا”.
وأعلن المجلس في عام 2019 في بيان رسمي أنه سيقبل النساء اللائي تزوجن أو أجبرن على الزواج من عناصر داعش، لكنه قال إنه لن يقبل أطفالا من أصلاب مقاتلي التنظيم.
ويعيش في المركز الذي تعمل فيه نجاح حسين، حوالي 45 طفلا. وتقول إن موظفي المركز يجتهدون لتوفير جو عائلي لهم.
وقال حسن زين الحميد بديع وهو رجل دين أيزيدي في نينوى بالعراق:”احنا ما نريد أطفال من غير الديانة، غير ناس، ناس همجيين، ناس لا رحمة لهم ولا دين ولا شفقة، اغتصبوا النساء بقوة وبالجبر. أجبروهم على هيك إشي مسائل لا أخلاقية. الله وهذا الدين يقبل هاللي يسوي بالنسوان والبنات؟”
وقتل تنظيم داعش حوالي 3100 أيزيدي، وخطفوا حوالي 6800 ليصبحوا إما رقيقا للمتعة أو مقاتلين، وفقا لتقرير نشرته دورية بلوس ميديسن التي تصدرها المكتبة العامة للعلوم في عام 2017.
وقُتل آلاف من الأسرى الرجال فيما وصفته لجنة تابعة للأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية ضد الأيزيديين.
المصدر: الدار- أ ف ب – رويترز