فيروس كورونا لم يكن عرضياً في إيران.. هذا هو سبب انتشاره
كشفت بي بي سي الفارسية أن عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في إيران بلغ 210 حالة، أي أكثر بكثير مما كان المسؤولون الإيرانيون على استعداد للاعتراف به.
عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد أكثر بكثير مما اعترف به المسؤولون الإيرانيون، حيث بلغ حتى الآن 210 وفيات في إيران.
وذكرت مصادر “أخبار الآن” عدداً مشابهاً يقول إن أكثر من 200 شخص ماتوا بسبب الفيروس حتى الآن.
في حين أنه من الصعب التحدث عن معدل وفيات عام لهذا الفيروس المتفشي في إيران، فإن عدد القتلى المرتفع يشير إلى أن الآلاف من الإيرانيين أصيبوا به وأصبحوا حاملين للفيروس.
رد المسؤولين الإيرانيين على تفشي المرض كان مأساوياً… إذ نفى نائب وزير الصحة إيرادج هريرتشي يوم الاثنين الفائت أن يكون هناك إصابات كثيرة مفضلاً التستر على نطاق تفشي المرض، ظهر هذا الأمر في لغة جسده حيث كان منزعجاً أثناء حديثه إلى الصحفيين، وقد تم تشخيصه بمرض فيروس كورونا في اليوم التالي.
هريرتشي كان ينفي باستمرار أن يكون عدد الوفيات جراء تفشي فيروس كورونا المستجد بلغ 50، الآن نحن نتحدث عن أكثر من ذلك بكثير.
لكن لماذا إيران؟ ماذا حدث هناك؟
تقول بعض المصادر إنه بعد أصبح من الواضح أن الحلقات الدراسية الدينية، ولا سيما في قم، أصبحت أرضاً موبوءة بانتشار الفيروس، كانت السلطات الإيرانية بطيئة للغاية في الرد، لم يكن هذا فقط بسبب عدم الكفاءة، كان هناك سبب سياسي لمحاولة النظام الإيراني التستر على تفشي فيروس كورونا، وفقاً لذلك تجنب المسؤولون أن يكونوا شفافين بشأن الموجة الهائلة من تشخيصات فيروس كورونا في مدينة قم لأنهم كانوا قلقين بشأن تدني نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
لقد شعرت السلطات الإيرانية أنها إذا كانت شفافة حول المدى الحقيقي لتفشي المرض، فإن الإقبال سيكون أقل، لذا اختاروا أمراً أسهل بالنسبة لهم وهو وضع صحة الشعب الإيراني في خطر من أجل الحصول على النتائج التي يريدونها في الانتخابات، وبالتالي بقيت المستشفيات غير مهيأة، رغم انتشار أخبار وفاة العديد من العاملين الصحيين أثناء محاولتهم أداء وظائفهم.
مزيج من سوء التقدير السياسي، وعدم الكفاءة المهنية، والتقليل من مدى خطورة فيروس كورونا المستجد.. هذه الأمور جميعها حولت إيران إلى ثاني أكثر البلدان تضرراً بعد الصين من حيث عدد الوفيات.
يبدو أن إيران فشلت في تعلم الدرس بعد إسقاطها الطائرة الأوكرانية وكيف كان التستر لا يخدم مصالحها الوطنية، لقد كرروا نفس الخطأ الآن بالنسبة لفيروس كورونا المستجد.. هذه ليست كارثة طبيعية، هذا ليس من قبيل الصدفة، إنها كارثة من صنع الإنسان، كنتيجة مباشرة لعقلية الملالي.. هذا هو السبب الفعلي لتفشي كورونا في إيران، إنه لسوء حظ وخطر كبير أن تكون مواطناً إيرانياً يعيش في إيران. لقد خذلهم نظامهم وفيروس كورونا المستجد يهدد رفاهية الأمة الإيرانية.
المصدر: الدار ـ وكالات