حصيلة المصابين بكورونا بلغت مئة ألف وأسواق المال تتراجع
سجّلت أسواق المال العالمية في نيويورك وفرانكفورت وباريس ومدريد وميلانو ولندن تراجعاً الجمعة كما نظيراتها الآسيوية تزامنًا مع تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدّ المئة ألف شخص، ما يؤكّد الخشية من عواقب اقتصادية على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.
وبات وباء كوفيد-19 منتشراً في كل القارات باستثناء أنتاركتيكا، وتجاوز عدد المصابين بالفيروس في العالم المئة ألف شخص بينهم أكثر من 3400 حالة وفاة في 92 دولة ومنطقة، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الجمعة قرابة الساعة 17,00 ت غ.
ومنذ إصدار تلك الحصيلة، سجّلت 110 وفيات جديدة و3332 إصابة.
وبسبب الخوف المرتبط بالعواقب الاقتصادية للوباء، تراجعت أسعار النفط بأكثر من تسعة بالمئة الجمعة على خلفية إخفاق المحادثات بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا بشأن خفض الإنتاج ردا على انخفاض الطلب بسبب كورونا المستجد.
وانخفض سعر خام برنت بحر الشمال إلى 46,12 دولارا للبرميل وغرب تكساس الوسيط إلى 42,30 دولارا، وهو تراجع بنسبة 7,5 بالمئة مقارنة بالخميس.
وبعد إغلاق بورصة طوكيو على تراجع بنسبة 2,72%، سجّلت كل البورصات الأوروبية انخفاضاً بلغت نسبته 4% في باريس و3,23% في لندن و3,60 في فرانكفورت.
كذلك، فتحت وول ستريت على تراجع شديد فسجّل مؤشّر داو جونز الصناعي انخفاضاً بنسبة 2,63% كما سجّل مؤشّر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا تراجعاً بنسبة 3,08%.
وحذّرت وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد اند بورز” الجمعة من أن الوباء قد يكلّف اقتصادات منطقة آسيا-المحيط الهادئ هذا العام 211 مليار دولار وقد يخفّض نموّها إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عشر سنوات.
كما توقعت منظمة السياحة العالمية انخفاض عدد السياج في العالم عام 2020 بنسبة تتراوح بين 1% و3%، ما يعني خسارة بين “30 إلى 50 مليار دولار”.
والجمعة كانت الصين لا تزال تحتوي انتشار الفيروس مع تسجيل 30 حالة وفاة جديدة وهو عدد الإصابات الأدنى خلال 24 ساعة منذ 27 فبراير.
وفي الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في أواخر ديسمبر، هناك 80552 إصابة و3042 حالة وفاة وتمّ عزل عشرات ملايين الأشخاص.
وألمح الأمين العام المساعد للحكومة الصينية دينغ شيانغيانغ الجمعة إلى احتمال إعادة فتح اقليم هوباي قريباً، بعد أكثر من شهر على إغلاقه بهدف منع انتشار المرض.
وقال في مؤتمر صحافي “اليوم الذي ينتظره الجميع يجب ألا يكون بعيداً”.
ويتعرض النظام الشيوعي لحملة احتجاج غير اعتيادية إذ إن إحدى أكبر المسؤولين في البلاد واجهت موجة استياء أثناء زيارتها ووهان، منشأ الوباء، من جانب سكان يخضعون للعزل وبدوا أنهم مستائين جراء نقص المواد الغذائية.
وأوضحت المفوضة العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه الجمعة أن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء ينبغي أن تحترم حقوق الإنسان وأن تكون “متناسبة مع الخطر المقدّر”.
وقالت باشليه إن فيروس كوفيد-19 “اختبارٌ لمجتمعاتنا”، مطالبةً بدعم مالي للأشخاص الذين لم يعد باستطاعتهم العمل بسبب الوباء، خصوصاً أولئك الذين يخضعون للعزل أو الحجر.
وقد يؤدي الوباء الذي يتسبب باضطرابات الحياة اليومية في عدد متزايد من الدول، إلى توتير العلاقات بين الدول بدءاً من اليابان وكوريا الجنوبية.
وهدّدت سيول الجمعة بالردّ على تدابير حجر “غير منطقية” تفرضها طوكيو على الأشخاص الوافدين من كوريا الجنوبية، واتهمت اليابان بأن لديها دوافع سياسية خفية.
وتتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض حجر صحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وقد فرضت 36 دولة بالفعل حظراً تاماً على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض حجر صحي.
وأعلنت روسيا الجمعة إغلاق حدودها أمام المسافرين الآتين من إيران، بهدف الحد من انتشار الفيروس.
وسُجّلت أول إصابة في الفاتيكان الخميس وكذلك أول إصابة في الكاميرون لدى فرنسيّ وصل إلى ياوندي في 24 فبراير. في صربيا، أُبلغ عن أول إصابة لرجل زار المجر. أما في سلوفاكيا، فالمصاب هو رجل قادم من البندقية.
في مصر، أعلنت السلطات تسجيل 12 إصابة من بين أفراد طاقم سفينة سياحية في النيل.
يهرع الأشخاص لشراء أقنعة واقية ومواد معقمة وقفازات أو حتى بزة واقية إذ إنها الوسائل الوحيدة الحامية من الفيروس في غياب لقاح. ولضمان وجود إمدادات كافية، لجأ كثير من الدول إلى إصدار مراسيم لمنع تصدير اللوازم الطبية.
ويكشف الوباء ثغرات في الأنظمة الطبية. ففي الولايات المتحدة، سلطت نقابة الممرضين الضوء على حالة العديد من المستشفيات غير المستعدة لمواجهة الوباء وعبرت عن القلق إزاء نقص المعدات والمعلومات لدى العاملين في الرعاية الصحية وعدم حصولهم على التدريب اللازم.
ووافق الكونغرس بالإجماع تقريبًا على خطة طارئة بقيمة 8,3 مليارات دولار لتمويل جهود مكافحة الفيروس الذي أصاب أكثر من 180 شخصًا وخلف 12 وفاة على الأقل في البلاد.
وأقر نائب الرئيس مايك بنس، المسؤول عن تنسيق الاستجابة للوباء، بأن البلاد ليس لديها ما يكفي من اختبارات لتشخيص الوباء.
واتخذت معظم حكومات الدول المتأثرة بالوباء تدابير وقائية أخرى مثل إرجاء أو إلغاء أحداث واسعة النطاق.
وتتأثر المسابقات الرياضية الواحدة تلو الأخرى بسبب الوباء وآخرها كان سباقات الدراجات الإيطالية.
وأرجأت بوليوود الجمعة حفل توزيع جوائز الأكاديمية الهندية الدولية للسينما بسبب انتشار الفيروس، والذي كان يُفترض أن يُقام في 27 مارس في إندور في وسط الهند.
المصدر: الدار ـ أ ف ب