تأثير تدخين الماريجوانا على الحيوانات المنوية
يهتم الباحثون بمعرفة المزيد عن آثار الماريجوانا على الصحة وذلك بسبب تزايد حالة إضفاء الصفة القانونية لنبات القنّب (الحشيش) وخاصة الماريجوانا الطبّية. أحد المجالات التي يتم دراستها واستكشافها حالياً هو تأثير الماريجوانا على الخصوبة.
كما أظهرت الأبحاث الحديثة أنّ الرجال في الدول الغربية يواجهون أزمة خصوبة. فقد انخفض عدد الحيوانات المنوية عند الذكور في سن الإنجاب لأكثر من النصف بين عامي 1973 و2011.
وفقاً لمعهد unEice Kennedy Shriver الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، فإن حوالي 9 في المائة من الرجال في الولايات المتحدة يعانون من العقم.
لهذا السبب يبحث العلماء والباحثون في كيفية تأثير العوامل المختلفة والقابلة للتعديل على مشكلة الخصوبة عند الرجال، مثل خيارات نمط الحياة على خصوبة الرجال.
ركّز فريق من الباحثين في دراسة جديدة جرت في كلية الصحة العامة بجامعة Harvard T. H. Chan في مدينة بوسطن ماساتشوستس، على الآثار التي يخلّفها تدخين الماريجوانا على علامات خصوبة الرجال.
إلا أن نتائج الباحثين والتي ذُكرت في ورقة بحثية نشرت في مجلة Human Reproduction، تتعارض مع الفرضية التي وضعوها في بداية بحثهم العلمي.
- يقول أحد القائمين على الدراسة وهو جورج شافراو – Jorge Chavarro:
“إن النتائج الغير المتوقعة تبرز مدى ضآلة ما نعرفه حول آثار الماريجوانا على الصحة الإنجابية، وفي الواقع على الآثار الصحية للماريجوانا بشكل عام.”
كما يؤكد أيضاً: “ينبغي تفسير النتائج التي توصلنا إليها في الدراسة بحذر، وهذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتفسير الآثار الصحية لاستخدام الماريجوانا.”
تركيز الحيوانات المنوية أعلى بين مستخدمين المريجوانا
في بداية الدراسة تكهّن فريق البحث أن الرجال الذين دخنّوا أو قد يدخنون الماريجوانا سيكون لديهم نوعية حيوانات منوية سيئة، إلا أن نتائج الدراسة اثبتت أمراً آخر لم يتوقعه الباحثون وهو ليس الاستنتاج الذي وضعوه في بداية الدراسة.
حلّل الباحثون في هذه الدراسة الجديدة معلومات عن 662 رجلًا، قُيّموا مع زوجاتهم من ناحية العقم، من سنة 2000 إلى سنة 2017 وذلك في مركز الخصوبة في المستشفى العام في ولاية ماساتشوستس – Massachusetts.
كان متوسط عمر المشاركين 36 سنة وكلهم من خريجيّ الجامعات.
قام الباحثون بجمع وتحليل1143 عينة من السائل المنوي من المشاركين في الدراسة لتقييم جودة الحيوانات المنوية. كما أخذوا عينات دم من 317 من الرجال. استخدم الفريق عينات الدم لاختبار الهرمونات التناسلية.
طلب الباحثون من الرجال بالإضافة إلى ذلك، ملء استبيانات لمعرفة مدى استخدامهم للماريجوانا، بما في ذلك ما إذا كانوا قد دخنوا أكثر من سيجارة حشيش أو إذا كانوا لا يزالون يستخدمون الماريجوانا.
وجد الفريق أن 365 (أو 55 %) من المشاركين قاموا بتدخين الماريجوانا في مرحلة ما من حياتهم، ومن بين هؤلاء الأشخاص (44 %) لم يعد يستخدمون هذه المادة، بينما أكّد (11%) أنهم ما يزالون يُدخنون الحشيش حتى الآن.
لاحظ الباحثون عند النظر إلى عينات السائل المنوي أن الرجال الذين دخنوا الماريجوانا لديهم تركيز الحيوانات المنوية أعلى من غير المدخنين.
وبشكل أكثر تحديداً كان لدى مستخدمي الماريجوانا تركيز متوسط للحيوانات المنوية قدره 62.7 مليون من الحيوانات المنوية لكل ملليلتر من القذف، بينما كان لدى أقرانهم الذين لم يدخنوا الماريجوانا قط 45.4 مليون من الحيوانات المنوية لكل مليلتر من المني.
كما وجد الباحثون أن (5 %) من الذين كانوا يدخنون الحشيش، بلغ لديهم عدد الحيوانات المنوية في عيناتهم حوالى 15 مليون حيوان منوى في الميليلتر وهذا هو أقل مستوى مطلوب للإنجاب والذى حددته منظمة الصحة العالمية WHO بالمقارنة مع (12 %) من الرجال الذين لم يدخنوا أبدا أي نوع من الحشيش أو يجربوا المخدرات في حياتهم.
النتائج تتفق مع التفسيرات
يُشير اكتشاف آخر ورد في الدراسة إلى أن مدخّني الماريجوانا الذين يستخدمون هذه المادة بشكل متكرر يميلون أيضاً إلى ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون في الدم.
يُحذّر الباحثون مع ذلك من أن نتائجهم قد لا تنطبق على عامة السكان من الذكور، لأن الدراسة ركّزت بشكل خاص على الرجال الذين يبحثون عن العلاج في عيادة الخصوبة.
على الرغم من النتائج الغير متوقعة، إلا أن الباحثين يقترحون أن نتائجهم تبدو منطقية في سياق تأثير الماريجوانا على نظام الكانابينويد الداخلي endocannabinoid البشري، والذي يستجيب للمركبات المنشطة الموجودة في هذه المادة.
- تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة فيبي ناسان – Feiby Nassan:
“كانت نتائجنا تتعارض مع ما افترضناه في البداية، غير أنها تتفق مع تفسيرين مختلفين هما: الأول إن انخفاض مستويات استخدام الماريجوانا، قد يُفيد في إنتاج الحيوانات المنوية بسبب تأثيره على نظام endocannabinoid، الذي من المعروف أنه يلعب دوراً في الخصوبة، لكن تلك الفوائد تضيع مع المستويات الأعلى من استهلاك الماريجوانا. “ - تُضيف Nassan:
“ومن التفسيرات المعقولة بنفس القدر هي استنتاجاتنا، والتي بدورها قد تعكس حقيقة أن الرجال الذين لديهم مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، هم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات البحث عن المخاطر، بما في ذلك تدخين الماريجوانا”.