“أسوأ موجات الجفاف” تهدد المغرب وفلاحون يدقون ناقوس الخطر
وكالة بلومبرغ / الدار: ترجمات
في المغرب، يقلق شح الأمطار وكذلك “شبح الجفاف” الفلاحين ومربي المواشي وعموم المواطنين المغاربة. منذ دجنبر الماضي، لم تسجل عدة مناطق في المغرب أمطارًا، مما يهدد المياه الجوفية والزراعة والمراعي والماشية.
تأثر مزارعو الحبوب، الذين يستعدون لموسم محزن آخر باعتباره أحد أسوأ موجات الجفاف في العقود الأخيرة”، وهو وضع شبيه بوضع مماثل في الجزائر و تونس. ورغم أنه من السابق لأوانه التكهن بمدى تأثر المحاصيل الزراعية بشح الامطار، إلا أن الإنتاج سينخفض على الأرجح مقارنة بالعام السابق في حالة عدم هطول أمطار في وقت قريب.
ويرى يوسف العلوي، الأمين العام للاتحاد المغربي للزراعة والتنمية القروية (كومادر) أن “مشكلة ندرة المياه عويصة”، مضيفا “لا شك أن محصول القمح هذا العام سيكون أقل، مع وجود علامة استفهام كبيرة حول جودته مقارنة بالعام الماضي”.
وتعتبر وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن المغرب يتعرض لواحدة من أسوأ موجات الجفاف التي لم تعشها البلاد منذ عقود، مشيرة الى أن ” هذا الوضع مشابه أيضا لما تعيشه دول الجوار القريبة أي الجزائر وتونس.
وأكدت الوكالة أنه من السابق لأوانه التنبؤ بمدى تأثر موسم الحصاد هذه السنة بتداعيات الجفاف، لكن من المحتمل بعد شح الأمطار أن ينخفض الإنتاج عن العام السابق، مما سيجعل المنطقة وهي مشتر رئيسي للحبوب الأوروبية أكثر اعتمادا على الواردات.
ونقلت الوكالة عن يوسف العلوي رئيس “الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية”، قوله إن “مشكلة نقص المياه في المغرب كبيرة، إذ ليس هناك أدنى شك في أن محصول القمح هذا العام سيكون أقل، مع وجود علامة استفهام كبيرة على جودته مقارنة بالعام الماضي.”
وأشار العلوي الى أن جودة المحاصيل تدهورت كثيراً لدرجة أن بعض الفلاحين المغاربة تركوا ماشيتهم ترعى على نباتات القمح والشعير بعد جفاف المراعي، فيما عتبرت “مونيكا توتوفا” الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، أنه من المنتظر في الأسابيع المقبلة أن تساعد الأمطار التي ستهطل في كل من الجزائر وتونس في تحسن المحاصيل، لكن الأمل ضعيف في المغرب حيث الظروف أسوأ.
وأفادت الوكالة أن تراجع محاصيل الحبوب هي ضربة لخطط المغرب في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر في السنوات الأخيرة بسبب قلة الأمطار، حيث توظف الفلاحة في البلد ما يقرب من 35 ٪ من القوى العاملة في البلاد وتساهم بنحو 12 ٪ في اقتصادها.
و أضافت أن زيادة الطلب الخارجي سيكون خبراً جيداً لبلدان مثل فرنسا وأوكرانيا ، التي تعد دول شمال إفريقيا من زبنائها الرئيسيين، إذ من المتوقع أن ترتفع واردات المغرب من القمح بنسبة 29٪ إلى 4.8 مليون طن هذا الموسم ، وهو ثاني أعلى رقم قياسي بعد أن تسبب الجفاف في انخفاض المحصول في العام الماضي.
كما تدهورت جودة المحاصيل كثيراً لدرجة أن بعض المزارعين المغاربة استسلموا لترك الماشية ترعى على نباتات القمح والشعير بعد جفاف المراعي، فيما وزعت السلطات إمدادات المياه على ملاعب الجولف وحمامات السباحة في منطقة سوس في البلاد، وهي مجال رئيسي لصادرات الفاكهة.
وقالت الخبيرة، كوموديتي ويذر جروب، إن معظم حقول القمح في شمال غرب إفريقيا لديها 25 في المائة أو أقل من الأمطار العادية في الأشهر الثلاثة الماضية ، وهو واحد من أكثر المناطق جفافاً منذ عام 1980 على الأقل. كما أنها كانت الأكثر سخونة على الإطلاق خلال الوقت من العام. من المتوقع أن يستمر الجفاف حتى منتصف مارس عبر المنطقة.
هذا يجعل المحاصيل تنمو بسرعة كبيرة ، مما يحد من الغلة””، تضيف مونيكا توثوفا الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، مشيرة الى انه “لا تزال هناك أسابيع قليلة من هطول الأمطار لتحسين المحاصيل في الجزائر وتونس ، ولكن هناك نافذة أصغر للمغرب حيث الظروف أسوأ.