الدار/ تقارير
كشفت نتائج بحث أعدته منظمة “مرا” دولية التي تعنى بحقوق النساء في شمال إفريقيا، وتتخذ من الرباط مقرا لها، أن 90 في المائة من المغربيات لا يستطعن التبليغ عن العنف المعلوماتي، الذي يتمثل في مجموعة من السلوكيات العنيفة تشمل المضايقات، والتهديدات، والتعليقات المسيئة، والشتائم، والأكاذيب التشهيرية، والابتزاز، والمشاركة غير الرضائية للصور، أو الاتصالات الخصوصية.
و أشار التقرير/ البحث الذي جاء موسوما بعنوان “عنف معلوماتي، ضرر على حياتي”، الى أن 35 في المائة من المستجوبات، أكدن أنهن يتعرضن لمختلف هذه الممارسات في اليوم الواحد، و57 في المائة منهن كشفن أن هذه المضايقات تستمر من شهر إلى أكثر من سنة، اذ أكدن أن السبب في عدم تبليغهن، راجع إلى عدم المعرفة، أو لإحساسهن بالخوف أو ممارسات غير مشجعة.
وأظهر ذات التقرير، الذي رام “تعزيز استراتيجيات القضاء على العنف بواسطة، التكنولوجيا القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب، أن الدوافع الأكثر شيوعا وراء هذه الابتزازات والمضايقات، هي الضغط أو الاكراه على العلاقات الجنسية، الابتزاز أو الاحتيال للحصول على المال، التهرب من المستحقات، القانونية في قضايا الاسرة، مشيرا إلى أن “المعتدين مجهولي الهوية أو يتصرفون تحت أسماء مستعارة، أما المعتدين المعروفي الهوية فهم يتنوعون، وتختلف علاقاتهم بالضحية من علاقة شخصية إلى علاقة عملية، أو مهنية”.
وكشف ذات التقرير، أنه في كثير من الأحيان يتصاعد العنف الاولي “عبر الانترنيت” إلى عنف جسدي مباشر، ويتم في بعض الأحيان تسجيل أو تصوير بعض الاعتداءات العنيفة مثل الاغتصاب، مما يتسبب لهن في سوء المعاملة من قبل محيطهن بدعوى هي من “تسببت” في هذا العنف.
واعتبر التقرير أن هذا الامر يتسبب لهن في أضرار نفسية، واقتصادية وجسدية، وأسرية، واجتماعية ومهنية “ومنهن من حاولن الانتحار، وهناك من تركن المدرسة أو الوظيفة، أو طردن، أو أجبرن على الرحيل”. فبدل التبليغ تقوم هؤلاء السيدات بتضحيات في حياتهن، “سواء التقليل أو إلغاء المشاركة في فضاءات الانترنيت، تغيير أرقام هواتفهن”.
يشار الى أن هذا البحث “العملي الميداني”، عرف مشاركة 1794 امرأة ورجل بالإضافة إلى ممثلي السلطات العمومية في قطاعات الامن والعدالة، والصحة، وتم إنجازه في 39 موقع من سبع جهات في المملكة، إذ شمل كل من العرائش، والدارالبيضاء، والحاجب، وتازة، وشيشاوة، ومراكش، وأكادير، وورزازات وغيرها.
واستهدف البحث “تسليط الضوء على العنف المعلوماتي أو الالكتروني الذي تتعرض له النساء في مختلف المدن المغربية”، من خلال الاعتماد على مقابلات معمقة مع نساء ضحايا هذا العنف بلغ عددهم 148 امرأة (18 إلى 54 سنة)، وأيضا مع المعتادين بلغ عددهم 44 (9 إلى 68 سنة)”.