أخبار الدار

إمليل.. عبق الطبيعة وسحر المكان

الدار/ سعيد المرابط – تصوير: أيوب لعسيري

نائية بين قمم الجبال ومنحدرات الوديان، تقع إمليل؛ القرية التي تعتبر نقطة الإنطلاق نحو قمة جبل تبقال.

أصل التسمية

الحسين أيت المودن: لم تكن إمليل، كان تافراوت أيت ميزان، هو أربعة دواوير، وعندما بدأت الدواوير في الزيادة، كان ثمة دوارٌ صغير في جبل تافراوت أيت ميزان إسمه “فيمليل”، وهي كلمة أمازيغية تعني “الشيء الأبيض”، لأنه بني على تلٍ أبيض، وعندما بدأ الإقبال على المكان، ضغط على الكلمة، من صاحب التاكسي والزوار، فصارت تنطق إمليل.

جغرافيا المكان 

الحسين أيت المودن: المنطقة من هنا إلى تحناوت، تسمى إيغيغان، ولكن منطقة إمليل، تسمى تافراوت أيت ميزان، كما تقول الخارطة، وهي عبارة عن أربعة دواوير، تشترك الماء والسواقي، وكل شيء.

لكل زائر قصة 

سعيد المرابط: في الخمسينات من عمره، أدمن رامون رودريغيث إمليل، فصارت قبلة له، ولأصدقائه من الكتلان، الذين أغرتهم أحاديثه عنها.

رامون رودريغيث: زرتها عدة مرات، وأعرف قرية إمليل، الأمازيغ والشعب المغربي، وكل ما لدي هو بضع كلمات طيبات لأصدقائي ورفاقي الذين قدموا في مناسبات أخرى.

سعيد المرابط: وهؤلاء فتية رقوا لحلم صديقة غيبها الموت عنهم، فانطلقوا ليحققوه وفاء لروحها.المتسلق رضى بلكديدة: هدف صعودي للجبل، هو توصيل رسالة سيدة من متسلقي الجبال المغاربة، توفت مؤخرًا، وكان حلمها الصعود إلى قمة جبل تبقال، فأتيت بصورتها كي تصعد للقمة، على الأقل تصل صورتها إن لم تصل هي.

سعيد المرابط: أحمد، شاب قادم من عمق الصحراء، يمتهن بيع تحف وحلي الأمازيغ والطوارق، أغرته المنطقة فقرر الاستقرار بها، معتمدا على سلعته التي تخلب ألباب السياح.

أحمد العودي: أنا أصلي من الصحراء، من طاطا، أنشط في بيع حلي مصنوعة تقليديت، منها الأمازيغي والطوارقي.

نبذة عن السياحة بإمليل

سعيد المرابط: وللسياحة بالمنطقة علاقة بعادات أهلها، وتاريخ يسرده الحاج الحسين أيت المودن، بعين ثاقبة ورزنانة الشيوخ، منطلقا من الزمن الكولونيالي مرورا بأيام الناس هذه.
الحسين أيت المودن: من بعد 1938، قام الفرنسيون بإنشاء مبيتات بتبقال،  وغيره بتازاغارت، وتاشديرت، وبعد تطور السياحة قامت وزارة السياحة المغربية بشراكة مع جمعيات فرنسية، لتكوين أبناء المنطقة، في الأطلس وإمليل وأيد بوگماز، ودربوهم هنا في الجبل، وأصبحوا يعملون كدليل سياحي في المنطقة.

يونس أيت إفراضن: منطقة إيمليل هي منطقة سياحية على طول العام، وهناك مواسم كالصيف تكون إمليل ممتلئة بالسياحة الداخلية، وفترة نهاية السنة تكون فترة سياحيةلأعياد الميلاد، وهناك فترات الثلج التي تأتي بسياح يرغبون في تسلق الجبال والتزلج، والاستمتاع بمناظر الثلج، وهناك أيضا فصل الربيع، وكل فصل وخصائصه، وتبقى السياحة على طول العام.

سعيد المرابط: رغم أنهم قوم موغلون في الطيبوبة، ويعتمدون على السياحة بشكل كبير إلا أن لهم خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها.

الحسين أيت المودن: هناك نوع من السياح لا نطيقه، ولا نرحب به، كالذي يأتي لقتل الطبيعة، لا يحترم ثقافة الجار، والطبيعة، لا يرمي الأزبال في مكانها، يجب أن تكون السياحة صديقة للبيئة. 

سعيد المرابط: الفلاحة أيضا، ورغم شحها إلا أنها مورد إقتصادي لأهل المنطقة له خصوصياته.

الحسين أيت المودن: بالنسبة للفلاحة، نعتمد على الأشجار، الفواكه، الجوز، حب الملوك، التفاح، البرقوق والإجاص، وهناك من يربي النحل ويبيع العسل، وبعض الخضر.

سعيد المرابط: يمكنك أن تخرج من إمليل، لكنها لا تخرج منك، وهي القرية التي تمشي بخطى ثابتة كوجهة سياحية منفردة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى