مع انتشار فيروس كورونا..الصين تعتمد ديبلوماسية الكمامات وتثير قلق الغرب
أرسلت بكين خبراء طبيين وإمدادات ضرورية للغاية إلى أماكن تضررت بشدة من الوباء في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
كما عرضت على دول أخرى المساعدة أيضًا ، لكن محللين يقولون إن هناك مخاوف بشأن الدوافع وراء المساعي الصينية والمخاطر المحتملة المصاحبة لها.
جاءت هذه الخطوة في وقت يكافح فيه العاملون الصحيون في جميع أنحاء العالم للعثور على أسرّة المستشفيات والإمدادات الطبية الكافية لمواجهة أزمة فيروس كورونا .
لكن جهود بكين، التي وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها “وصفة الصين لمكافحة الوباء”، كانت لها استجابة متباينة، ويقول محللون إن دبلوماسية الكمامات لن تنفع الصين في إقناع المنتقدين في الغرب.
قبل أسبوعين ، عندما برزت إيطاليا كمركز جديد للوباء ، أرسلت الصين أول فريق من الخبراء الطبيين وأطنان من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى البلاد. كان ذلك في الوقت الذي بدا فيه الوضع في حالة من الهدوء في الصين .
كما عرضت دول أخرى مساعدة المتضررين بشدة من الأزمة. وقالت مستشفيات ألمانية إنها تستقبل مرضى “كوفيد 19” الذين يعانون من حالة خطيرة من إيطاليا وفرنسا.
حتى الجيش الأمريكي في أوروبا، أعلن أنه سلم الإمدادات والمعدات الطبية – بما في ذلك أسرة المستشفيات والمراتب وأعمدة رباعية قابلة للتعديل – لمنطقة “لومباردي” التي تضررت بشدة.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق بأن بلاده عرضت أكثر من 100 مليون دولار أمريكي كمساعدة طبية لدول أخرى، بما في ذلك إيران المعادية منذ فترة طويلة.
وقبل أيام ، قالت المفوضية الأوروبية إنها ستخصص 41.7 مليون دولار أمريكي للقطاعات الصحية و 373 مليون يورو للتعافي الاجتماعي والاقتصادي في غرب البلقان “لتأكيد أننا نقف إلى جانب المنطقة” في مكافحة الفيروس.
وحسب التقديرات، يعيش أكثر من 3 مليارات شخص تحت إجراءات الإغلاق للحد من انتشار الفيروس ، الذي أصاب ما يقرب من 570 ألف شخص في جميع أنحاء العالم وقتل أكثر من 26 ألف شخصا.
وكانت الصين ، التي توفي فيها أكثر من 3200 شخص بسبب المرض ، قد قدمت المساعدة لدول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، فهل الصين تسعى لتلميع صورتها امام المشهد العالمي، لتبدو “المنقذ من المأزق” وهي في الأصل بؤرة المأزق، اي انتشار فيروس كورونا في العالم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها مساعدات إنسانية خلال أزمة صحية عالمية ، ولكن وفقًا لمسؤولين في بكين، فإن هذا أكبر جهد قدمته بلادهم منذ عام 1949.
وقال “لوه تشاو هوي” ، نائب وزير الخارجية ، إن بكين عرضت مساعدة الطوارئ، بما في ذلك محاليل اختبار وأقنعة على 83 دولة لأن الصين تتعاطف وترغب في تقديم ما في وسعها للبلدان المحتاجة.، فهل هذه التصريحات كفيلة لأقناع الغرب بذلك؟
التحركات الصينية التي رافقت انتشار كورونا، وهي ما عبر عنها بعض المراقبين بدبلوماسية الأقنعة أثارت قلقا في الغرب، إذ اتهم مراقبون بكين بالسعي لصرف انتباه الرأي العام الدولي بعيدا عن تستر الصين على تفشي المرض في ووهان.
وقال المحلل في المعهد البولندي للشؤون الدولية، “مارسين برزيتشودنياك” إن الدول التي تتلقى الإمدادات ، ستقدر دعم بكين ، لكن هناك مخاوف بشأن الدوافع السياسية والاقتصادية الكامنة وراء ذلك.
في السياق ذاته، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” ، من حملة القوة الناعمة التي تنتهجها بكين .
ودعا أوروبا إلى الانتباه لوجود مكون جيوسياسي للأزمة بما في ذلك الصراع على النفوذ من خلال سياسة الغزل و سياسات الكرم.
وفي الإطار ذاته، أشارت الأستاذة بجامعة “ريتسوميكان” في اليابان،”ميوا هيرونو” ، إلى أن دبلوماسية الكمامات ترتبط غالبًا بافتراض أن الصين تحاول تولي قيادة العالم من خلال تحسين صورتها وتعزيز قوتها الناعمة عبر توفير الكمامات.
ولئن كانت الصين تسعى حقا إلى تولي قيادة العالم عن طريق ديبلوماسية الكمامات، فإنها لن تستطيع تحقيق مرادها بعد فضيحة عدم فعالية الأجهزة الصينية المخصصة للكشف عن فيروس كورونا.
المصدر: الدار ـ وكالات