بلومبيرغ تجيب “علميا” : متى وكيف ستنتهي جائحة كورونا؟
وباء فيروس كورونا يفتك بمزيد من الضحايا كل يوم، فيما تستمر حالة الشلل التي تخيم على العالم بأسره ما يطرح سؤالا شديد الإلحاح، متى ستنتهي هذه الحالة ونستأنف حياتنا الطبيعية؟
والواقع أن الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بعدم اليقين المحيط بالفيروس نفسه وما إذا كان -على سبيل المثال- قادرا على إصابة الشخص أكثر من مرة وما هي أسرع إمكانية لإنتاج لقاح ضد المرض.
وهناك جوانب أخرى مهمة مثل ثمن وفوائد حالة الإغلاق المطولة ومدى قدرة الدول المختلفة على تحملها سياسيا واقتصاديا خلال المرحلة المقبلة.
وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية تقول إن هناك إجماعًا بين ذوي الاختصاص في العالم على أن وباء فيروس كورونا سينتهي فقط في حال تحقق ما يسمى بـ“مناعة القطيع“ سواء من خلال لقاح يثبت أنه آمن وفعال ضد الفيروس التاجي، أو عبر طريق ثان أكثر قتامة، وهو إصابة جزء كبير من المجتمع وتطوير مقاومته الذاتية للمرض.
وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجية المعتمدة بالنسبة للعديد من البلدان، تتمثل في منع الاختلاط والحركة لإبطاء الانتشار بشكل كبير، ويتم ذلك بإغلاق الشركات والمدارس، وحظر التجمعات وإبقاء الناس في منازلهم منعًا لحدوث انفجار كبير في الإصابات التي تطغى على النظام الطبي، مما يتسبب في وفيات مفرطة مع تقنين الرعاية.
الفكرة من ذلك كما يقول التقرير هي ”تسطيح المنحنى“ بتراكم الحالات على مدى فترة أطول من الزمن يتم خلالها شراء الوقت للتعبئة، أي لبناء القدرة على الاختبار ولعلاج المرضى من خلال توسيع مرافق المستشفيات، بما في ذلك أجهزة التهوية ووحدات العناية المركزة.
تخفيف القيود
ويذهب التقرير إلى أنه لا ينبغي للجمهور أن يتوقع عودة الحياة إلى طبيعتها بسرعة، فرفع القيود في وقت مبكر للغاية من شأنه استدعاء ارتفاع جديد، فقد بدأت سلطات الصين بإعادة فتح مدينة ووهان، عندما توقف انتقال العدوى فعليًا، لكن إجراءات الصين كانت أكثر صرامة من أي مكان آخر حتى الآن، وعادت مقاطعة واحدة على الأقل إلى الإغلاق.
وتنقل بلومبيرع عن جيني هاريس، نائبة رئيس الأطباء في إنجلترا، إن إجراءات الإغلاق يجب أن تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة، وفي الحالة النموذجية تصل إلى ستة أشهر، بينما يوصي أنيليس وايلدر سميث، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، بفرض قيود لمدة لا تقل عن أسبوعين.
وماذا بعد ذلك؟
وبشأن ما يعقب ذلك، قالت بلومبيرغ إن خارطة طريق أعدها مجموعة من المتخصصين في الصحة الأمريكية بما في ذلك مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق سكوت غوتليب، تدعو إلى مرحلة متوسطة يتم فيها إعادة فتح المدارس والشركات، ولكن التجمعات ستظل محدودة.
يستمر تشجيع الناس على الابتعاد عن بعضهم البعض، ويُنصح أولئك المعرضون لمخاطر عالية بتحديد خروجهم للأماكن العامة، وإذا بدأت الحالات في الارتفاع مرة أخرى، يتم تشديد القيود.
ويمكن القول إن هذا التقرير الذي نشره معهد أميركان إنتربرايز للأعمال، هو أكثر تفاؤلاً مما يتصوره الباحثون في إمبريال كوليدج لندن، حيث تشير نماذجهم إلى أنه خلال الفترة حتى تتحقق ”مناعة القطيع“، فإن 75% من الوقت يجب منحه للانقطاع عن المدارس والعمل.
مميت وخبيث
وجوابًا على السؤال عن أهمية الفحص الذي يكرره البعض، سجل التقرير أن هذا الفيروس يسبب الكثير من الدمار، ليس فقط لأنه مميت، ولكن لأنه خبيث.
وللتمييز بين الوصفين فإن العديد من المصابين لديهم ما يكفي لممارسة أعمالهم اليومية، وبالتالي نشر الفيروس دون قصد للآخرين، وهذا يجعل من الضروري اختبار العدوى على نطاق واسع بين السكان، واختبار كل شخص يعاني من الأعراض، وبهذه الطريقة، يمكن عزل المصابين بالعدوى ويمكن تعقب كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم أثناء انتقال العدوى واختبارهم وعزلهم إذا لزم الأمر أيضًا.
كم من الوقت سيستغرق اللقاح؟
تعمل على الموضوع عشرات الشركات والجامعات حول العالم، ولكن ليس هناك ما يضمن أنها ستنتصر، كما يقول التقرير، فتطوير اللقاح عملية طويلة ومعقدة تستغرق سنوات من الاختبار للتأكد من أن اللقاحات آمنة وفعالة.
وفي مكافحة الفيروسات التاجية مثل كورونا، يهدف بعض اللاعبين إلى تقديم لقاح في غضون 12 إلى 18 شهرًا، وهو هدف طموح للغاية يعتمد على تقنيات جديدة مثل تلك التي تضيف المواد الوراثية الفيروسية إلى الخلايا البشرية، مما يدفعها إلى صنع البروتينات التي تحفز الاستجابة المناعية.
وتنقل بلومبيرغ عن بعض المتخصصين في اللقاحات أن الحكومات والمواطنين والمستثمرين يجب أن يخففوا تفاؤلهم.
الأمل بالطقس الحار
وفي سياق المتغيرات المحتملة، ينتهي التقرير، إلى احتمال أن نكون محظوظين، وإمكانية أن يتلاشى الفيروس مع بداية الصيف في نصف الكرة الشمالي، حيث توجد معظم الحالات، تمامًا مثلما تلاشت فيروسات الإنفلونزا مع التغيرات الموسمية.
ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الطقس الدافئ سيلعب دورًا، وحتى لو تلاشت فيروسات كورونا في الصيف، فقد تعود في الخريف كما يقول التقرير.