التعليم عن بعد يسير وفق ما هو مسطر له بجهة الدار البيضاء سطات
إذا كانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، قد مكنت التلميذات والتلاميذ من كم كبير من الموارد الرقمية موجهة لمختلف المستويات ، ضمن عملية التعليم عن البعد عقب توقيف الدراسة حضوريا، فلأنها راهنت منذ البداية على التجربة الكبيرة التي راكمتها في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وذلك بفضل أطرها الإدارية والتربوية المكونة تكوينا عاليا.
فالمجموعات التربوية والتقنية، التي تم تشكيلها تسابق الزمن كي تربح مختلف الرهانات خلال هذه الفترة الدقيقة والحرجة، مستفيدة من دعم المكتب الشريف للفوسفاط ، الذي وضع رهن إشارة الأكاديمية استوديوهات للتصوير بمقره المركزي بالعاصمة الاقتصادية.
وتندرج هذه الجهود، ضمن التدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد ” كوفيد19 “، وتماشيا مع توجيهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، منذ أن تم اتخاذ القرار القاضي بتوقيف الدراسة حضوريا .
وحسب معطيات وفرتها الأكاديمية ، لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإنه على غرار باقي الاكاديميات، وحسب توزيع المستويات الدراسية الذي اعتمدته الوزارة ، فقد تمت تعبئة جميع الأطر الإدارية والتربوية، خاصة أطر هيأة التأطير والمراقبة التربوية والاستاذات والأساتذة، الذين أبانوا” جميعا عن حسن وطني رفيع “.
وبلغة الأرقام، فقد تمكنت الأكاديمية من تصوير وإنتاج كبسولات الدروس والتمارين لفائدة التلميذات والتلاميذ، بلغت إلى حدود يوم الجمعة 3 أبريل 2020 ، ما مجموعه 795 موردا رقميا موجهة لمسطحة (Telmidtice).
وقد توزعت هذه الموارد حسب الأسلاك التعليمية، إلى 413 بالنسبة لسلك التعليم الإبتدائى، و196( سلك الثانوي الاعدادي)، و186 (سلك الثانوي التأهيلي ).
كما جرى إنتاج 698 موردا رقميا (كبسولة فيديو) موجهة للقنوات التلفزية الوطنية ، توزعت إلى 271 كبسولة تم إنتاجها من قبل المديريات الإقليمية بالجهة، و427 كبسولة فيديو تم إنتاجها في إطار الدعم الذي استفادت منه الأكاديمية من طرف المكتب الشريف للفوسفاط .
وتنضاف إلى ذلك المبادرات الفردية للأستاذات والأساتذة، كما أن الأكاديمية تمكنت من إحداث ما مجموعه 91253 قسما افتراضيا ما يمثل 55 ر66 بالمائة من مجموع الأقسام بالجهة .
واعتبر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مومن طالب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه العملية، التي تسير وفق ما هو مسطر لها، أبانت عن انخراط كبير وغير مسبوق في مختلف الجهود الرامية إلى تمكين التلميذات والتلاميذ من مواصلة عملية التحصيل ، في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب والعالم برمته .
وقال إن ما تم إنتاجه من موارد رقمية غنية ومتنوعة على مستوى الجهة، يكتسي أهمية بالغة، لأن الأمر يتعلق بأكبر جهة من حيث أعداد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في مختلف المؤسسات المنضوية تحت لواء 16 مديرية إقليمية.
وحسب طالب، فإن عالم الرقمنة وفر للجميع، بما في ذلك الأكاديمية، مجالا واسعا للإنتاج والتواصل والتفاعل ، لما فيه مصلحة التلميذات والتلاميذ ، خاصة أولئك الذين تنتظرهم امتحانات إشهادية.
وفي الختام لفت إلى أن ما تقوم به الأكاديمية “يحظى بتتبع مباشر من قبل وزير التربية الوطنية، والمواكبة اليومية للكاتب العام للقطاع “.
لقد شكل التعليم عن بعد، دوما خيارا مفضلا لتجويد التكوين بالنسبة للكبار، ويتم حاليا تجريبه على نطاق واسع بالنسبة للصغار ، وهي تجربة يتم خوضها بشكل أوسع بجهة الدار البيضاء سطات كباقي الجهات الأخرى ، وكل المؤشرات تبرز التفاعل الكبير معها من قبل التلميذات والتلاميذ .. وربما سيكون لها ما بعدها من حيث النتائج .. فالعاصمة الاقتصادية هي دوما مختبر لقياس مختلف التجارب ليس في التعليم ولكن في كل المجالات .
المصدر: الدار ـ و م ع