تدوينة حسن بناجح تثير غضب الأطباء
في عز انخراط الأطر الطبية الوطنية بمختلف تخصصاتها ومستويات تجنيدها في مكافحة جائحة كورونا التي وحدت الصف الوطني، تفاجأ رجال ونساء الوزرات البيضاء مساء أمس بتدوينة خطها الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، يكذب فيها على الأحياء والأموات، ويعزي فيها “وبوجه أحمر” في الشهداء الثلاثة في صفوف الأطباء الذين زعم أن كوفيد 19 عصف بحياتهم في يوم واحد.
هذه التدوينة التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الجماعة في ليلة ظلماء، كانت كافية لتنتفض في وجهه كل الأوساط الطبية وثلة من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عبرت عن امتعاضها من حالة الهلع التي خلقتها في صفوف عائلات وأقارب الأطباء المتواجدين في الصف الأول لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وهي التي أحصت خلال هذا اليوم طبيبة ممارسة وطبيبا متقاعدا في سبيل وقف هذا القاتل الصامت، وليس ثلاثة بالتأكيد كما تفضل غير موفق ما يسمى بمدون “الدراويش”.
ووسط سيل الانتقادات لهذا الركون إلى التدوين دون تأكد أو مراجعة أو تحقق من الأرقام الرسمية، علق العديد من المتتبعين متسائلين كيف لشخص يعاني إسهالا مزمنا في التدوين، ويعيش في الملكوت الافتراضي للعالم الأزرق أن يرتكب مثل هذه الحماقة، ويطلق العنان لنفسه في نشر أرقام مصيرية ودقيقة، وحدها وزارة الصحة والدوائر الرسمية للدولة من تملك الوسائل الكفيلة بتجميعها ومراجعتها والتحقق من دقتها قبل نشرها، أم أن الرغبة في ارتداء جبة التضامن الانساني كانت أقوى من ضرورات التمحيص والمراجعة..؟
وبالتأكيد، فالجماعة تخوض هذه الأيام معركة شرسة، معركة الخروج على الإجماع الوطني التي يبقى عنوانها الأبرز تدبير التناقض الحاصل بين ممارسة التقية في خضم التعبئة الوطنية وضرورة نصرة ابن الأمين العام ظالما أو مظلوما، وهي المعركة التي يؤكد التاريخ أنها ستخرج منها أيضا خاسرة تجر أذيال الخيبة، كعادتها كلما حاولت الركوب على تضحيات باقي أفراد المجتمع.
ففي الوقت الذي يعرف فيه المغرب تفاني والتفاف المواطنين وتظافر مجهودات الأطباء ورجال القوة العمومية وأعوان السلطة في إخراج بلادنا من أزمة جائحة كورونا، نجد هناك من يبتهل في الفايسبوك ويتضرع في محراب العالم الأزرق في محاولة لتشتيت الصف الوطني الجامع لكل المغاربة في هذا السياق الزمني الحساس .