الدار/ رضا النهري:
الأوقات العصيبة التي تمر بها البشرية حاليا ستترك الكثير من الندوب في المستقبل، ومن بين تلك الندوب انه سيكون هناك حساب عسير بين الشعوب ومسؤوليها، فالشعوب التي أحست بتهاون حكامها ستحاسبهم بشدة مستقبلا، والمسؤولون الذين لاحظوا تراخي الشعوب سيحاسبونها كذلك حسابا عسيرا.
حاليا هناك الشيء ونقيضه، فهناك في مختلف بلدان العالم مسؤولون أبانوا عن حزم كبير، بينما يبدو التراخي واضحا في الشارع، وهناك مسؤولون تراخوا فتراخت شعوبهم، وهناك تمازج في العمل والرؤية بين الشعوب والحكام.
وبعد أن يمر هذا الفيروس بعد أن يحصد الكثير من الخلق، سيكون هناك حسابا ومحاسبة بين الجميع، سواء للمرحلة التي سبقت الظهور الشرس لفيروس كورونا، او المرحلة التي شهدت استفحاله، ثم المرحلة التي تلت رحيله.
المحاسبة للمسؤولين الذين تأخروا في إعلان الحجر الصحي بدأت منذ الآن، فهناك مسؤولون اعتبروا الفيروس مجرد دعابة شتاء، وهذه البلدان تعاني الآن الأمرين في ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، فقد كان من الممكن لهذه البلدان أن تتجنب الكثير من المآسي لو كانت حازمة في الوقت المناسب.
لكن هناك محاسبة من نوع آخر، وهي محاسبة المسؤولين للشعوب المتراخية، التي تعاملت مع الإجراءات الرسمية بنوع من اللامبالاة، رغم ان هؤلاء أقلية، إلا ان الأقلية في مثل هذه الظروف يمكن أن تكون وبالا على المجتمع بكامله، وينطبق عليها مثال “حوتة واحدة تخنز الشواري”.
لا يعقل أن تكون تعليمات الحجر الصحي محط جدال أو نقاش أو استهتار، ومع ذلك فإن البعض يتصرفون وكأنهم يمارسون لعبة “الغميض” مع الوباء، وينتظرون أن تقف عليهم سيارات الأمن لاعتقالهم بتهمة خرق الحجر الصحي او عدم ارتداء الكمامات الواقية او غير ذلك.
سيطول هذا الوضع، ، وكلما طال سيكون هناك المزيد من الاستهتار، لذلك فإن الحل هو المزيد من الصرامة،.