الدار/ رضا النهري:
تدرك فرق كرة القدم ان استمرار حالة الحجر الصحي سيعرضها لخطر جسيم، والكثير من الفرق، بما فيها فرق شهيرة، تبحث عن وسائل تجنبها هذا المصير المأساوي، بحيث يكمن اللجوء الى لعب مباريات فقط من اجل البث التلفزيوني للحصول على مداخل البث، وهي مداخيل لا يستهان بها.
وكانت عدد من الاتحادات الأوربية لكرة القدم اعلنت نيتها استئناف المباريات، من دون جمهور بداية مايو المقبل، حيث عادت بعض فرق الدرجة الاولى في اسبانيا الى التداريب الفردية، فيما يرتقب ان تتلوها فريق من المانيا وإيطاليا.
ورغم ان عودة المباريات الى الملاعب، حتى وإن كانت في البداية من دون جمهور، فإنها ستكون مغامرة غير محسوبة العواقب، ورغم ذلك فان الكثير من الفرق صارت تفضل خوض هذه المغامرة عوض مواجهة الإفلاس او أزمات مالية خانقة، خصوصا وان اللاعبين البارزين بهذه الفرق لا يزالون يتقاضون رواتب مرتفعة رغم تخفيضها الى اكثر من النصف احيانا.
وبالنسبة لعشاق كرة القدم، الذين يعانون من متاعب الحجر الصحي منذ عدة أسابيع، فإن فكرة استئناف المباريات سيكون خبرا سارا جداً، حيث يمكن لذلك ان يشجع أكثر على المكوث في المنازل، خصوصا اذا كانت المباريات تجري بشكل كثيف، مثل لعب ثلاث مباريات كل أسبوع.
غير انه في حالة عودة المباريات، فإن ذلك سيكون متعبا جداً على المستوى النفسي، كما سيؤثر بشكل كبير على المستوى الفني والتقني، حيث ان اللاعبين كانوا ملازمين لبيوتهم ويجرون تدريبات فردية فقط، كما أن اغلبهم سيتوجسون من العودة الى الملاعب في ظل استفحال وباء “كورونا”.
ويتخوف الخبراء من ان عودة المباريات يمكن ان يلحق ضررا كبير بالمستوى التقني والفرجوي للكرة، حيث ستكون المباريات باهتة وسيتجنب اللاعبون الاحتكاك، بالاضافة الى انه في حالة تسجيل اهداف فسيتفادى اللاعبون العناق وكأنهم في مباريات ودية بلا طعم ولا لون.
كما ان اللاعبين والطواقم التقنية وطاقم التصوير سييخضعون لاختبارات فحص مستمرة، وكلما تأكدت إصابة لاعب او شخص ما كان حاضرا في المباراة فإنه سيتم اعلان حالة طوارئ مجددا في الفرق، وقد تخسر مباريات الكرة المزيد بسبب هذه المغامرة، لو حدثت.
يذكر انه من بين اسباب تفشي فيروس “كورونا” في اوربا هو استمرار لعب مباريات كرة القدم بجماهير غفيرة، وهو ما تسبب في قنابل بيولوجة، مثلما حدث في مباراة فريقي بلنسية الاسباني وأتلانتا الايطالي، او في مباراة ليفربول الانجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني.