بوتين يخسر ولاء رجال الأعمال في روسيا بسبب أزمة “كورونا والنفط”
أعربت رائدة الأعمال في موسكو أنستازيا ميشيرياكوفا عن استيائها الشديد إزاء المساعدة التي تقدمها حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تقاتل لمنع انهيار سلسلة المقاهي التي تملكها عائلتها، وتتوقع تسريح العاملين فيها نهاية أيار القادم، إن لم تعد الأمور إلى طبيعتها.
السيدة البالغة من العمر 43 عاماً قالت حسب وكالة Bloomberg الأمريكية: “كل الإجراءات التي أعلنوها عبثية. ولا يمكنني الاعتماد إلا على نفسي”.
وقد تؤدي هذه الأزمة، التي يمكن أن تقضي على أكثر من 5% من الاقتصاد الروسي هذا العام بسبب الضربة المزدوجة المتمثلة في فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، إلى تدمير الآلاف من الشركات الصغيرة. وبحسب أحد التوقعات، قد ينكمش هذا القطاع الذي يقاسي منذ فترة طويلة بسبب المستويات المرتفعة من الفساد والمضايقات البيروقراطية، بمقدار النصف، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة الملايين لوظائفهم.
يقول أندريه كوليسنيكوف، المحلل في مركز كارنيغي في موسكو: “بوتين يخسر فئة رجال الأعمال. والتآكل التدريجي للاقتصاد وشرعية النظام السياسي سيسببان له مشاكل هائلة”.
يُشار إلى أن بوتين وعد بزيادة كبيرة في الدعم الاقتصادي الحكومي الأسبوع الماضي، لكن الشركات تقول إن هذه الإجراءات لا تزال أقل من المطلوب. وتذهب معظم المساعدات إلى الشركات الكبرى التي تسيطر الدولة على معظمها.
يقول ألكسندر خورودجي، رئيس أحد مراكز دعم الأعمال التي تتعاون مع الحكومة: “الإجراءات الأخيرة خطوة إلى الأمام، لكنها ليست خطوة كبيرة”.
و المدفوعات التي لن يبدأ صرفها في روسيا إلا الشهر المقبل قد تصل إلى العديد من الشركات بعد فوات الأوان، إذ أفاد استطلاع أجراه مركز الأبحاث الاستراتيجية في موسكو أن أكثر من واحدة من كل 7 شركات صغيرة تقول إنها معرضة بالفعل لخطر الإفلاس الوشيك. ويتوقع المركز أن تنخفض حصة الشركات الصغيرة إلى 18% هذا العام عن 20% العام الماضي.
يرى فياتشيسلاف موخين، الذي يدير متاجر لمستحضرات التجميل في 14 مركز تسوق، جميعها مغلقة حالياً، أن تأجيلات مدفوعات الضرائب والإيجارات التي تقدمها السلطات غير مجدية، و”ستظل مضطراً لدفع هذه الأموال إن عاجلاً أم آجلاً. هؤلاء المسؤولون يعيشون في كوكب آخر”.
بالعودة إلى أنستازيا ميشيرياكوفا، فقد أسست سلسلة “كوفي بيو” المكونة من سبعة مقاهي مع زوجها، وافتتحت أولها قبل سبع سنوات، ووصلت إلى عائد سنوي يبلغ 200 مليون روبل (حوالي 15,346 مليون دولار). وتقول إنه إذا لم تبدأ الأمور في العودة إلى طبيعتها بحلول نهاية شهر أيار، فستضطر إلى تسريح موظفيها المئة وتصفية عملها.
ختمت كلامها قائلة: “إنهم لا يريدوننا، فنحن مصدر إزعاج لهم، لأنه يوجد الكثير منا، وكل منا له رأيه. ومن الأسهل السيطرة على الشركات الكبيرة”.
المصدر: الدار ـ وكالات