الدار/ رضا النهري:
لم يترك وباء كورونا قطاعا من القطاعات إلا وألحق به الخطر الجسيم، وكل بلدان العالم تعاني من تبعات خطيرة جراء هذا الوباء، صحيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن قليلين ينتبهون الى معاناة قطاع الثقافة، حيث أن تركيز معظم وسائل الإعلام ينصب على القطاعات الاقتصادية والتجارية الكبرى.
في مختلف بلدان العلم، التي تعتمد بشكل كبير على المتاحف لتنمية مواردها السياحية، صار هذا المورد في خبر كان بعد أن تم إقفال المتاحف في انتظار أوقات أفضل، وخلف هذا الإقفال نكبة للكثير من العمال والمبدعين، حيث تشير التقارير من بلدان أوربا وأمريكا الشمالية أنه تم الاستغناء عن أزيد من 60 في المائة من العمال والمستخدمين، بالإضافة إلى وضعية العطالة التي يعيشها المبدعون الذين كانوا يعتمدون على هذه المتاحف لكسب لقمة عيشهم.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما يعيشه أحد أشهر متاحف العالم، المتروبوليتان النيويوركي، والذي كان سيخلد في الثالث عشر من شهر أبريل الجاري الذكرى الخمسين بعد المائة على إنشائه، حيث برمج المتحف عددا قياسيا من الأنشطة والملتقيات والندوات والمعارض، وقرر استدعاء شخصيات شهيرة من مختلف مناطق العالم، وفي النهاية ذهبت كل هذه البرامج أدراج الرياح بعد تفشي فيروس “كورونا”.
هذا المتحف، وهو الاكبر مساحة حيث أقيم على مساحة 200 ألف متر مربع، اضطر مؤخراً إلى الاستغناء عن أزيد من ثمانين من عماله، خصوصا من بين الذين كانوا في خدمة الزوار، حيث يستقبل هذا المتحف أزيد من سبعة ملايين زائر كل عام، وسيستمر كذلك حتى يوليو أو غشت المقبل، وهو ما يكبده خسائر تزيد عن المائة مليون دولار.
متحف المتروبوليتان مجرد مثال فاقع لما تعيشه أشهر المتاحف في العالم، مثل اللوفر الفرنسي والإسكوريال الإسباني أو متاحف جنوة وبرشلونة والنمسا وألمانيا وغيرها، وكلها دخلت في أزمة خانقة جداً جعلتها تستغني، ليس فقط عن أطرها وعمالها، بل، أيضاً، أوقفت التعامل مع عدد كبير من المبدعين من مختلف المجالات، والذين وجدوا أنفسهم فجأة من دون مورد رزق.