الدار/ طنجة:
على الرغم من أن أغلبية السكان لا يزالون ملتزمين بالحجر الصحي، إلا أن هناك مظاهر تراخ كبير في هذه الإجراءات بطنجة، حيث لوحظ خلال الأيام الماضية أن عددا كبيرا من الناس يتصرفون وكأن الحجر انتهى، خصوصا في الأحياء الشعبية والأسواق، التي تشهد ازدحاما كبيرا.
وفي مناطق مثل مسنانة والعوامة وحكومة الشوك ومغوغة وعدد من مناطق بني مكادة، يبدو وكأن الحجر الصحي انتهى رسميا، حيث تعج الأسواق بالمتبضعين طيلة أيام رمضان، فيما يفضل الكثير من الناس التسكع في هذه الأسواق من دون سبب واضح، من بينهم عدد مهم من الأطفال.
وشجع إلغاء عدد من الحواجز الأمنية على تفشي الاستهتار بالحجر الصحي، حيث بدا أن الكثير من الناس لم يعودوا يستعملون الكمامات، ولم تعد المراقبة صارمة لتراخيص الخروج من المنازل، بينما لوحظ ارتفاع كبير في حركة السير والجولان بالسيارات، حيث بدا من الصعب التفريق بين هذه الحركة خلال الحجر الصحي وبين الأيام العادية.
وفي عدد من الأحياء الشعبية، يعمد بعض الشباب والمراهقين إلى لعب مباريات لكرة القدم، فيما يقوم آخرون بإعداد وجبات جماعية للإفطار فيما بينهم، خارج المنازل، وهو ما يخلق موجة استغراب بين أغلبية الناس الذين لا يزالون ملتزمين بالحجر، لكنهم يرون أن هذه السلوكات تضرب في الصميم كل المجهودات التي تم القيام بها من قبل من أجل محاصرة وباء “كورونا”.
ومما يزيد من تعقد الوضع في طنجة هو أنها تعتبر مدينة عمالية، بحيث لا تزال الكثير من الوحدات الصناعية تمارس عملها بطريقة عادية، بالاضافة الى تحرك العمال يوميا عبر المئات من سيارات النقل التي لا تحترم إجراءات التباعد الاجتماعي ولا تحترم ما يسمى “مسافة الأمان” الصحية.
وينذر هذا الوضع الذي تعيشه طنجة، مثل عدد من المدن المغربية الأخرى، باستفحال تفشي الفيروس وظهور المزيد من البؤر العائلية المصابة، مثلما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.