روسيا تسلك طريق رفع بطيء للعزل المفروض جراء تفشي كورونا المستجد
بدأت روسيا الثلاثاء تخفيفا حذرا لإجراءات العزل المفروضة في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال يهدد بعض الدول بموجة إصابات ثانية، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى “اليقظة التامة” في التعامل مع رفع القيود.
وعلى الرغم من أنها أصبحت الثلاثاء مع تسجيل أكثر من 232 ألف إصابة مؤكدة، ثاني بلد من حيث الإصابات بعد الولايات المتحدة، سمح الرئيس فلاديمير بوتين بالبدء بتخفيف إجراءات الحجر.
وأصبح بامكان كل منطقة روسية أن ترفع ببطء واعتبارا من الثلاثاء بعض القيود، مثل فتح صالونات تصفيف الشعر والحدائق، بناء على وضع تفشي الوباء فيها وعدد الأسرة وأجهزة التنفس المتوفرة. لكن موسكو، البؤرة الرئيسية للوباء في البلاد مع 121301 إصابة، مددت العزل حتى 31 ماي.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف الثلاثاء إصابته بالمرض وخضوعه للعلاج.
وعلى غرار عدد متزايد من سكان العالم، بات وضع القناع الواقي والقفازات إلزاميا في وسائل النقل المشترك في العاصمة الروسية وكذلك في الأماكن العامة المغلقة مثل متاجر المواد الغذائية.
ومقابل كارثة صحية عالمية أودت بحياة ما لا يقل عن 286 ألف شخص وأصابت أكثر من أربعة ملايين شخص، وفق تعداد استنادا إلى مصادر رسمية – علما أنه يرج ح أن تكون الأعداد المعلنة أقل من الواقع بكثير – تحاول الدول إيجاد التوازن الصعب بين التدابير المفروضة للحد من تفشي الوباء والقرارات المناسبة لإعادة تشغيل اقتصاداتها المتضررة كثيرا جراء أزمة غير مسبوقة.
وسمحت سنغافورة الثلاثاء بفتح بعض المتاجر والأعمال التجارية مثل صالونات تصفيف الشعر.
في الهند، تم تسيير حوالى ثلاثين قطارا الثلاثاء في العاصمة نيودلهي وبعض المدن الكبيرة مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة: وضع الأقنعة الواقية وقياس حرارة الجسم ومنع السفر في حال ظهور عوارض.
وباتت خطوط “راين اير” الإيرلندية المنخفضة الكلفة أول شركة طيران تسلك طريق استئناف الرحالات، بإعلانها الثلاثاء إعادة تشغيل 40% من رحلاتها اعتبارا من يوليوز وفرض تدابير صحية مثل وضع الكمامات وقياس حرارة أجسام المسافرين وأفراد الطواقم.
وكانت فرنسا وإسبانيا بدأتا أيضا أمس بتخفيف إجراءات العزل المفروضة على السكان المنهكين بعد أسابيع من الحجر والإغلاق. وفي فرنسا، توجه بعض التلاميذ أو يستعدون للذهاب إلى المدرسة.
وهرع العشرات الاثنين في باريس لتناول مشروب ما على ضفاف نهر السين. ونتيجة لذلك، منعت الشرطة تناول الكحول في الأماكن العامة حتى إشعار آخر.
وطلبت رئيسة بلدية المدينة آن هيدالغو الثلاثاء أن يتم توسيع نطاق وضع الكمامة، وهو تدبير إلزامي في الوقت الحالي في وسائل النقل المشترك، ليشمل “كل شوارع العاصمة الفرنسية”.
في إيران، أعلن وزير الصحة الثلاثاء أنه سيعاد فتح المساجد لمدة ساعتين لثلاث ليال خلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان. وقال الوزير سعيد نمكي إن “الخطأ الاستراتيجي الأكبر يكمن بالاعتقاد بأن فيروس كورونا المستجد قد مضى” داعيا إلى اليقظة. وقال “في أي لحظة، نحن مهددون بالعودة إلى وضع سيء” بسبب “الإهمال”.
في إسبانيا، قوبل رفع القيود الاثنين بارتياح في أوساط السكان الذين تمكنوا من العودة إلى الحانات وسط إجراءات صحية مشددة.
وقال ماركوس رودريغيز في تاراغونا المطلة على المتوسط “نخشى دوما التقاط الفيروس، وأن ننقله لعائلتنا، لكن يجب أن نخرج ونعيش من جديد”.
ولتجن ب الإصابات في صفوف القادمين من الخارج، قررت السلطات الإسبانية الثلاثاء أن تفرض على القادمين إلى البلاد من الخارج، حجرا لمدة 14 يوما ، اعتبارا من الجمعة وحتى انتهاء حال الطوارئ في 24 مايو، لكن هذا التدبير يمكن أن ي مدد.
وأوضحت الحكومة في قرارها أن “التطور الإيجابي للوضع الوبائي في بلادنا وبدء رفع العزل يتطلبان منا تعزيز تدابير الاحتواء”.
ومن علامات الانفراج، استئناف البطولة الألمانية لكرة القدم السبت بينما يستعد منافسوها في انكلترا وإسبانيا وإيطاليا للحاق بها قريبا.
وفي ظل غياب علاج أو لقاح، ذك رت منظمة الصحة العالمية بأن “اليقظة التامة ضرورية”.
واعتبر مسؤول الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل راين أن “بعض الدول” التي لم يسمها، اختارت “إغلاق عينيها والتقدم بشكل أعمى” نحو رفع العزل، من دون أن تحدد بؤر الوباء أو أن تحضر إمكانيات طبية كافية.
وقال “إذا بقي المرض بمستوى ضعيف في دول ليست لديها قدرة على دراسة البؤر وتحديدها، يبقى خطر تفشي الوباء مجددا موجودا “.
في لبنان، قررت الحكومة الثلاثاء إعادة فرض إغلاق تام في البلاد لمدة أربعة أيام بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الأسبوع الماضي بالتزامن مع تخفيف إجراءات الإغلاق.
في الصين، أفادت وسائل إعلامية الثلاثاء أن مدينة ووهان حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر، ست جري فحوصا لجميع سكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة، إلا أن هذا الخبر لم يتم تأكيده رسميا .
ومن المقرر أن يبدأ رفع العزل في ولاية نيويورك الأميركية اعتبارا من الجمعة، باستثناء مدينة نيويورك.
ولا تزال المدينة ترزح تحت وطأة تفشي وباء كوفيد-19، إذ إنها تسجل ربع إجمالي عدد الوفيات في البلاد الذي بلغ 80 ألفا حتى الآن. وبحسب دراسة نشرتها المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها الاثنين، فإن النسب الإجمالية العالية للوفيات التي سجلت خلال شهري مارس وابريل تكشف أن حصيلة الوفيات الفعلية جراء الوباء قد تكون أعلى بالآلاف.
ولا ينطبق ذلك على مدينة نيويورك فقط، إذ بسبب نقص اختبارات الكشف تقريبا في كافة أنحاء العالم، لا تزال الحصيلة الفعلية للإصابات والوفيات ناقصة.
وحذر خبير الأوبئة الأميركي أنتوني فاوتشي، الشخصية الأساسية في إدارة خلية الأزمة في البيت الأبيض، الثلاثاء من تداعيات “خطيرة جدا” في حال إعادة تحريك عجلة الاقتصاد بشكل سريع، مشيرا الى أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة قد يكون “أعلى” من الحصيلة الرسمية.
وقال فاوتشي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ “التداعيات يمكن أن تكون خطيرة جدا” في حال قررت ولاية أو مدينة أو منطقة إعادة فتح منشآتها الاقتصادية قبل أن تكون الظروف اللازمة قد توافرت لا سيما تراجع عدد الحالات المسجلة من جراء الوباء على مدى 14 يوما.
وأضاف “إذا تخطينا المراحل الموصى بها (…) فإننا نتعرض لخطر تفشي العدوى في جميع أنحاء البلاد”.