الدار/ رضا النهري:
لا يجمع الخبراء على مان المتعافي من الإصابة بفيروس “كورونا” لا يعاوده المرض، لكن نسبة كبيرة من المتعافين يكتسبون مناعة ضد الفيروس، وقد يكتسبون مناعة حتى ضد الفيروسات المستقبلية، التي قد تكون أكثر شراسة، وهذا ما دفع عددا كبيرا من المتعافين إلى اعتبار أنفسهم محظوظين جداً، مقارنة بمن لقوا حتفهم، ومقارنة أيضاً بمن لا يزالون ينتظرون دورهم للإصابة بالفيروس.
لكن حظ المتعافين لا يقف عند هذا الحد، فقد شهد سوق العمل في عدد كبير من البلدان تقديم مرشحين للعمل سيرا ذاتية غير مسبوقة، والتي تضم، بالإضافة الى سيرتهم المهنية وشواهدهم، إشارة تقول إن المترشح للعمل سبق أن تعافى من فيروس “كورونا”، وهناك من لا يتردد في إرفاق سيرته الذاتية بشهادة طبية تثبت ذلك.
الإشارة إلى التعافي من فيروس كورونا في السير الذاتية ليست عبثا، فالمترشحون للعمل يدركون انهم اكتسبوا مناعة، ولو نسبية، ضد الفيروس ومشتقاته، وأصحاب العمل سيحسون بانجذاب أكبر الى من يثبت كفاءته المهنية اولا، ومن الافضل ألا يشكل خطرا مستقبليا على سير العمل، وهذا ما يمثله المتعافون من الفيروس الذين يقدمون أنفسهم كونهم ضمانة على ان العمل لن يتعرض لانتكاسة بسبب العدوى.
ويعترف أصحاب العمل، الذين توصلوا بسير ذاتية يقول أصحابها بمناعتهم نن الفيروس، بأنهم فوجئوا كثيرا في البداية من هذه الإشارة غير المعهودة، غير أنهم، وبعد قليل من التفكير صاروا يتفهمون الأمر، بل ويحبذونه، خصوصا إذا اقترنت الكفاءة المهنية بالمناعة ضد الفيروس.
ووجه فيروس “كورونا” ضربة قاصمة للاقتصاد العالمي، واضطرت أغلب الانشطة الاقتصادية والإدارية الى إقفال أبوابها او دفع عمالها وموظفيها الى العمل عن بعد مخافة تفشي العدوى.