الدار / ترجمات
منذ تفشي فيروس “كورونا” في المملكة، دأب الأطباء و الممرضين بشكل منتظم للغاية، على تغيير معداتهم من الملابس الواقية من الفيروس، تاركين وراءهم كمية من النفايات الطبية أعلى بشكل واضح من المعتاد.
في وحدة العزل الخاصة بفيروس “كوفييد19″، فإن خطر النفايات المعدية المتولدة مرتفع للغاية مما ينذر بمشكلة صحية عامة على اعتبار أن هذه المعدات يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة في انتشار الفيروس إذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح، ووفق تدابير صارمة.
التخلص منها، تطلب وضع نظام اداري آمن، كما أن منظمة الأمم المتحدة شددت في توصية لها على أن جميع البلدان مطالبة بمعالجة النفايات الطبية بتقنيات حرارية وكيميائية وبيولوجية. في المغرب، تخضع جمع النفايات الطبية والصيدلانية للأنظمة الحالية، المسطرة في المرسوم رقم 02-09-139 المؤرخ بتاريخ 21 مايو 2009. ينص القانون على 4 فئات من النفايات ولكل منها تدابير تخلص محددة، اذ تندرج نفايات “كوفييد19” في الفئة الأولى، أي ضمن النفايات المعدية.
قامت وزارة الصحة بإضفاء الطابع الرسمي على إجراءات إدارة النفايات الطبية والصيدلانية (DMP) المتولدة في وحدات العزل للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد. في وحدات العزل، النفايات المنزلية (بقايا طعام، أواني بلاستيكية (يمكن التخلص منها)، فيما يدخل في عدد النفايات المعدية:فنجان، مجالات فحص، معدات حماية شخصية (باستثناء النظارات)، أكياس، قوارير بلاستيكية ، مناديل ، وما إلى ذلك).
أما فيما يتعلق بتغليفها، فقد تم إعداد رمز اللون من قبل السلطة الإشرافية. تستخدم الحاويات الصفراء للأدوات الحادة والأدوات الحادة، بينما تستخدم الأكياس الحمراء لجميع النفايات الأخرى. يتم النقل بواسطة المركبات المأذون بها من قبل السلطات المختصة المعهود بها بالاشراف على هذه العملية، تحت مسؤولية الشركة المعالجة، التي تقوم “فور تفريغ الحمولة بتنظيف عربة النقل والحاويات المفرغة وتطهيرها بالماء الساخن + 12 درجة”، كما يتم تطهير النفايات قبل الوصول إلى المطرح العمومي للنفايات.
وفي هذا الصدد، قال جعفر هيكل، خبير الإدارة الصحية ومدير العيادة الخاصة فينشي في الدار البيضاء :” لإدارة نفاياتنا، قمنا بدعوة شركة متخصصة في جمع النفايات الطبية. عملنا معها أيضًا على العملية والبروتوكول الواجب اتباعه أثناء جمع النفايات”، مؤكدا أنه يتم تعزيز جميع تدابير الحماية”.
وأضاف :”عندما تصل النفايات الطبية إلى وحدة المعالجة، يتم تطهير النفايات ، ثم يتم سحقها أو حرقها”.
منذ تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس “كورونا” في المغرب، عملت وزارة الصحة على إيلاء أهمية بالغة للبعد البيئي في المخطط الوطني للترصد والاستجابة لوباء كوفيد-19، وذلك على مستوى التوعية والتحسيس، والمراقبة الصارمة لتدبير النفايات الناتجة عن العلاجات الطبية بالمؤسسات الصحية.
وقامت الوزارة على مستوى التوعية والتحسيس، بإنتاج دعائم تواصلية تضم النصائح الواجب اتباعها للتخلص من وسائل الوقاية الشخصية، حيث تؤكد على تفضيل غسل اليدين بالماء والصابون عوض استعمال القفازات التي يعيش عليها الفيروس لمدة 10 أيام بدل 10 دقائق فقط على الجلد، وعدم استعمال الكمامات إلا من طرف مهنيي الصحة والمرضى و المصابين بأعراض تنفسية تفاديا لانتقال العدوى منهم عبر تطاير الرذاذ، إضافة إلى التخلص من القفازات والكمامات الطبية والمناديل الورقية المستعملة في سلة نفايات تحتوي على كيس بلاستيكي.
أما إذا تأكدت إصابة أحد أفراد الأسرة بـمرض كوفيد-19، فيجب التخلص من جميع النفايات الناتجة عن استعمالات المريض في كيس بلاستيكي دون ملئه، ورشها بماء جافيل وإغلاق الكيس بإحكام، ثم وضعها في كيس يلاستيكي ثاني وإغلاقه قبل وضعه مع النفايات المنزلية لتجنب تلوث القمامة وبالتالي الحد من انتقال العدوى لدى عمال النظافة أو غيرهم.
كما عملت وزارة الصحة على التوعية والتحسيس بخطورة النفايات الناتجة عن العلاجات الخاصة بمرضى كوفيد-19 بالمؤسسات الصحية، وحث هذه الأخيرة على تقوية وتعزيز إجراءات النظافة داخلها، والتأكد من تدبيرها للنفايات الطبية وفقا لما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل، وذلك من خلال حث الشركات المتخصصة في نقل ومعالجة النفايات الطبية على تقوية إجراءات السلامة والتقيد الصارم بقواعد النظافة العامة.
والى جانب ذلك، تعمل وزارة الصحة على المراقبة الصارمة لهذه الشركات للتأكد من معالجة النفايات الطبية بالشكل المطلوب قبل التخلص منها في المطارح العمومية مع ضمان احترام القواعد المعمول بها في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، قام قطاع البيئة بحث الشركات المتخصصة في تدبير النفايات المنزلية على توعية مستخدميها بمخاطر النفايات وتزويدهم بمعدات وملابس الوقاية اللازمة، والتقيد الصارم بقواعد النظافة العامة.