تقاسم الممتلكات بين الزوجين.. دراسة تثبت “جهل” و”تخوف” المغاربة من المشاركة
الدار/ مريم بوتوراوت
خلص بحث ميداني حول وضعية تطبيق الفصل 49 من مدونة الأسرة، والذي يتحدث عن تقاسم الممتلكات بين الزوجين، إلى أن معظم المغاربة يجهلون كيفيات تطبيق هذا الفصل، ويتخوفون منه.
وأبرزت الدراسة التي أنجزتها جمعية صوت المرأة الأمازيغية، وتم تقديمها اليوم الجمعة بالرباط، أن اختيار الشريك من أغلبية النساء اللواتي شملتهن الدراسة كان قرار عائليا ودون معرفة سابقة، وهو ما جعل الكثير منهن يقدم على نوع من "التضحية"في سبيل عدم عصيان الأهل وتفويت "فرصة الزواج"، فكان التخلي عن متابعة التمدرس أو العمل من الأشياء المكلفة للمرأة والتي لا يتم عادة الانتباه إليها وتقديرها فهي أول مساهمة للمرأة في تحقيق العلاقة الزوجية، ولا تتضح أهميتها إلا عند الطلاق.
ولفت المصدر ذاته إلى سواد نوع من المعرفة الضئيلة حول الفصل 49 من مدونة الأسرة لدى مجموعة من النساء، علاوة على تسجيل تبخيس متكرر وسوء تقدير للأعمال المنزلية التي تؤديها المرأة لدى بعض النساء وغالبية الرجال، بينما هناك شبه اتفاق على اعتبار أنه واجب لقاء التكفل بمضاريف عيشها، الأمر الذي جعل كل تأثير سواء على استقرار الأسرة أو ترقيها الاجتماعي يعود فيه كل الفضل للرجل.
إلى ذلك، اعتبر بعض الرجال المشاركين في الدراسة أن الفصل المذكور من مدونة الاسرة يشجع النساء على التمرد وطلب الطلاق دون خوف، فيما أفاد معظم المشاركين في الدراسة من الجنسين بجهلهم لمضامين هذا الفصل عند إبرام عقد الزواج، مع وجود نوع من التخوف لدى الشركاء ان يتيح للمرأة أن "تسرق جهود الرجل".
وخلصت الدراسة إلى وجود إجماع رجولي من فئة المتزوجين على رفض وعدم أهمية تطبيق الفصل المذكور من مدونة الأسرة ووقعه على استقرار وتنمية الأسرة .
من جهتها أكد فتيحة اشطاطو رئيسة جمعية إنجاد، في مداخلتها خلال الندوة ذاتها، على أنه "لا نص في الشريعة يلزم المرأة بتحمل أشغال بيتها"، لافتة إلى أن "المشرع لم يكن منصفا ولا جريئا فالفصل 49 من المدونة فيه ضبابية ولا يتحدث بوضوح عن توزيع الأموال المكتسبة"، الأمر الذي يستوجب تعديله، حسب الحقوقية.
أنس سعدون عضو نادي قضاة المغرب لفت بدوره إلى أن "مدونة الأسرة كشفت وجود مشاكل على مستوى تطبيق النصوص ووعي النساء بها، إذ أن النساء لا يعرفن ان لهن حقوق"، فحسب القاضي "مدونة الاسرة سهلت مسطرة الطلاق، لكن في حالات كثيرة تتنازل المرأة عن حقوقها بجهل"، يقول سعدون.