المواطن

خبير في علم المناخ يشرح لـ”الدار” أسباب تأخر الأمطار بالمغرب

الدار/ هيام بحراوي

تعم حالة من الترقب والتخوف، بين مجموعة من الفلاحين، بعدد من جهات المملكة، جراء تأخر نزول الأمطار، خلال هذا الموسم، عقب عمليات الحرث والتسميد لعدد من الأراضي الفلاحية، فأغلب الفلاحين وخاصة الصغار منهم، ترتبط حياتهم بالفلاحة، الأمر الذي يجعل من تأخر سقوط الأمطار عاملا مؤثرا على مصدر دخلهم.

وتعقيبا على التغيرات المناخية التي يشهدها المغرب، أوضح الخبير المغربي، المتخصص في علم المناخ، محمد سعيد قروق، أنه بالفعل المغرب يعيش وضعية مناخية جديدة، منذ 2005 و2006، وهذه الوضعية تتميز بالقساوة أو التطرف على ما كان معهودا في العهد القديم، أي في سنوات الثمانيات والتسعينات، إذ أن سنوات الجفاف كانت تدوم سنة أو سنتين أو حتى ثلاث سنوات، وفق شروط وظروف مغايرة لما نشهده.

وأضاف أستاذ علم المناخ، في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، في تصريح لموقع "الدار" بأن الاحترار الذي تعرفه الأرض على صعيد الكرة الأرضية، برمتها فرض تغيرا على الدورة الهوائية، وأصبحنا نشهد دورة هوائية جديدة، تتميز بهيمنة الدورة الهوائية الطولية، أي أن الهواء ينتقل من الغرب إلى الشرق، ويتقدم إلى الداخل، ويتحرك بتموج من مرتفَع حار إلى منخفَض حار، وتتميز هذه الدورة بتداخل الكثل الدافئة المنبعثة من الجنوب والمندفعة نحو الشمال، تتلوها كثل هوائية باردة تصل إلى شمال إفريقيا.

وقال الخبير المناخي، إن المناخ، الذي استقر منذ بداية هذا القرن وأصبح يتميز بتوالي البرودة والرطوبة والحرارة والجفاف، قسم منه حار وجاف وقسم بارد.

كما طمأن قروق الفلاحين، لكون المناخ الجديد، يتميز باندثار ظروف الجفاف بفعل الدورة الهوائية الجديدة "الجفاف العام كامل ما بقاش في المغرب"، لكن أصبحنا نعيش جفافا مرحليا حادا وقاسيا، تتلوه أمطار غزيرة، لأن الحرارة مرتفعة، يمكن أن تنكسر بعودة مفاجئة للبرودة أو التساقطات المطرية أو الصقيع أو الثلوج.

وأكد المتحدث، بأن المناخ الجديد يضمن للمغرب عودة الماء، مبددا كل المخاوف التي تتحدث عن قلة الماء في السنوات القادمة، مشيرا أن مشكل الماء مرتبط بسوء الاستعمال وليس بسبب قلة المورد.

وخلص قروق إلى أن المغرب، يتوفر على منسوب مياه مهم على الصعيد الوطني، يقدر بأكثر من 60 في المائة، لكن المشكل المطروح في نظره هو يتعلق بتدبير وعقلنة استعمال الماء، وتوظيفه للحد من معاناة الفلاحين خلال فترات الجفاف الحادة المرحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى